الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    الأردن يقف بجانب قطر بعد العدوان الإسرائيلي

    أحداث اليوم - حمى الله قطر، وحمى الله كل الدول العربية من بطش الاحتلال الغاشم الذي تجاوز كل حدود العقل والمنطق. ما جرى في الدوحة لم يكن مجرد استهداف عابر، بل شكل تطوراً خطيراً في مسار العربدة الإسرائيلية المجنونة التي تهدد أمن المنطقة بأكملها، وتؤكد أن الاحتلال لم يعد يتورع عن ضرب أي عاصمة عربية في ظل صمت دولي مريب.

    الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان في مقدمة الدول التي أدانت هذا العدوان الجبان، مؤكداً أن أمن قطر هو جزء لا يتجزأ من أمن الأردن والخليج والمنطقة كلها. وقد شدد وزير الخارجية أيمن الصفدي أن الأردن يقف قلباً وقالباً مع الدوحة في أي خطوات تتخذها لحماية أمنها واستقرارها وسيادتها. هذا الموقف يعكس الدور التاريخي للأردن كصمام أمان في المنطقة، حاملاً راية الدفاع عن الأشقاء ورفض أي استهداف لهم، وراسخاً في إيمانه أن أمن العرب كلٌ لا يتجزأ.

    يأتي هذا الموقف منسجماً مع الأولويات الأردنية الثابتة، وفي مقدمتها الدفاع عن القضية الفلسطينية. فالقضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست مجرد شأن خارجي، بل قضية وجود وهوية. جلالة الملك عبد الله الثاني يواصل تحركاته الدولية لتثبيت حل الدولتين، والتأكيد على أن القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية مسؤولية تاريخية وسياسية وأخلاقية لا يمكن التنازل عنها. ويؤمن الأردن أن غياب الحل العادل لفلسطين هو أصل كل أزمات المنطقة، وأن أي عدوان على العرب هو امتداد لغياب العدالة عن الشعب الفلسطيني.

    وفي الوقت ذاته، نفى مصدر عسكري أردني بشكل قاطع ما تردد عن مرور طائرات إسرائيلية عبر الأجواء الأردنية لتنفيذ هجومها على قطر، مشدداً على أن سيادة الأردن فوق كل اعتبار. هذا النفي عكس بوضوح أن الأردن لا يمكن أن يكون طرفاً في أي عدوان على دولة عربية شقيقة، وأنه يتمسك باستقلالية قراره وسيادته.

    العدوان الإسرائيلي الأخير يعيد طرح السؤال الكبير: إلى متى ستستمر البلطجة الإسرائيلية بلا رادع؟ فالاحتلال لم يكتفِ بعدوانه على غزة والضفة ولبنان وسوريا، بل تمدد ليستهدف الدوحة أيضاً، في خطوة تمثل تصعيداً غير مسبوق وخطراً على الأمن والسلم الإقليمي والدولي.

    إن ما حدث في قطر يوجّه رسالة صارخة إلى العرب جميعاً بأن المعركة لا تخص غزة وحدها ولا فلسطين وحدها، بل الأمة بأسرها. الاستهداف لم يعد محصوراً في جغرافيا محدودة، بل بات يطال كل دولة عربية يمكن أن تشكل عقبة أمام أطماع الاحتلال. وهذا ما دفع أصواتاً عربية بارزة مثل محمد أبو تريكة إلى وصف ما يجري بـ"العربدة الصهيونية غير المسبوقة" والدعوة إلى تكاتف الأمة لمواجهة الخطر.

    الأردن اليوم يعبر عن ثوابته: أمن قطر هو أمنه، والقضية الفلسطينية هي قضيته المركزية، وسيادته خط أحمر لا يُمس. في المقابل، يستمر الاحتلال في عدوانه، مستنداً إلى صمت دولي وتقاعس مجلس الأمن. ولعل هذه اللحظة الفارقة تتطلب من العرب وحدة صف حقيقية، ومن المجتمع الدولي تحركاً جاداً، حتى لا تبقى العربدة الإسرائيلية سيفاً مسلطاً على رقاب الشعوب والدول.

    حمى الله قطر، وحمى الله الأردن وفلسطين وسائر الأمة من الاحتلال الغاشم الذي لن يتوقف عن عدوانه إلا إذا وُوجه بموقف عربي موحد وإرادة دولية حازمة.





    [10-09-2025 12:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع