الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    حين يُحاكم الصوت

    حلمت البارحة أنني في سجن، لكن الملفت أنني كنت برفقة عدد من الأصدقاء ، الغريب أنني لم أنزعج من غياب النوافذ أو الحرية، بل أزعجتني كثيرًا حالة نظافة الحمامات، قاذورات وحشرات وأمراض في كل مكان.

    هممت أن أكتب على السوشيال ميديا خبرا عن استعداد الصحفي أنس الشريف، وبدأت أختار الكلمات التي تمر بسلام من دون مشاكل أو سوء فهم، قلت في نفسي: أنا الذي يساعد الناس ويتوسط لهم، فمن سيتوسط لي؟

    في بلد ديمقراطي وآمن، لماذا يُسجن من يعبر عن رأيه في مهرجان أو حفلة؟ هناك من يرى أن الحياة يجب أن تستمر، وهناك من يرى ضرورة إلغائها لأن أهلنا يذبحون. شخصياً ، أؤمن أن بإمكاننا إقامة مهرجان جرش مع فقرات هادفة كشعر هشام الجخ وغناء مرسيل خليفة وأصالة نصري، وأن يكون مهرجان الطعام فرصة لتبرع الشركات بجزء من الإيرادات لغزة، يمكننا إقامة الأعراس والحفلات دون مبالغة، كما يفعل أهلنا في غزة، وأن نغني لفلسطين وندعمها من القلب.

    حتى من يطلق كلمات حماسية مثل “افتحوا الحدود”، أتفهمها إذا كانت نابعة من غيرة على فلسطين، لا من باب الإساءة أو التحريض، وإذا كانت المسيرات تُقام في عواصم العالم، فلماذا لا نسمح بمسيرة سلمية منظمة وبعيدة عن أي أجندات؟ أعلم أن هناك أمنًا وطنيا ، لكني أعلم ايضاً أن التوصيفات احياناً تخضع لاجتهادات شخصية، وما يراه أحد تهديدًا قد يراه آخر غيرة وطنية.

    أتمنى من الجهات المختصة أن تفرّق بين من تحركه العاطفة أو الرأي، وبين من يعمل لمصالح خاصة أو خارجية، فبهذا نكسب ثقة الناس ومحبتهم. وإن لم يُفهم هذا الكلام في سياقه، فأنا فقط أطلب أن تكون غرفتي في السجن بحمام نظيف، وباقة إنترنت، وشوية كرامة.

    بشار حوامدة





    [11-08-2025 11:07 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع