الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    "الروابي" في مدارسنا .. عن حادثة الاعتداء على طالبة

    أحداث اليوم - أحمد بني هاني - مشهد "منبوذ" ملطخ بالدم والضربات، أبطاله 5 طالبات ومسرحه إحدى المدارس الحكومية، بعد الاعتداء على طالبة في الصف العاشر بأداة حادة، كما وتعرضت للتنمر داخل المدرسة بحسب والدتها، كل هذه الوقائع تحتم علينا فتح موضوع الاعتداءات والتنمر الذي يجري في مجتمعاتنا ومدارسنا بشكل جاد.



    طرق باب قضية التنمر لا يكون فقط بالحديث عنها وقت وقوع الحادثة فقط، وغض الطرف عنها فيما بعد، وخاصة أن الكثير من الحالات لا تنشر بل يكتمها أصحابها في صدورهم دون أي حل أو ردع للمعتدي، بل علينا التوعية بوجودها والمحافظة على أبنائنا والأجيال القادمة التي تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير.

    لا شك أن التنمر موجود في الأردن بطريقة ما، وإن اختلفت نسبة تواجده من مكان لآخر ومن بيئة إلى أخرى، وهو ما يطرح باب التساؤلات بشأن إمكانية القضاء عليه والتخلص منه لا سيما أن الكثيرين يمارسونه بشكل عفوي دون أن يعوا ماهية التصرفات والأفعال التي تصدر عنهم.

    في آب الماضي من العام الجاري، وبعد إطلاق شبكة "نتفليكس" مسلسلا أردنيا بعنوان "مدرسة الروابي" ما أثار جدلا كبيرا وحالة من الاستهجان والاستنكار لما ورد فيه رغم أن أحداثه جرت في الأردن ومن وحي الواقع، الكثير اتفق مع ما ورد فيه لكن حالة القبول لمصطلح التنمر ما زالت في بدايتها وتحتاج إلى مزيد من إدراك خطورته.

    خطورة التنمر والاعتداء في المدارس تكمن في تحطيم شخصية "الضحية" أولا وفي تعظيم شخصية المتنمر الذي يعيش دور البطولة ويتعاظم دوره في التسلط والقوة بلا وعي، هذه الحالتين إذا تركتا دون علاج أو تقويم ستنشئ جيلا لا يمكن توقع تصرفاته أو طريقة تفكيره وربما تؤدي لإقدام الضحية على الانتحار أو الثأر كما ورد في مسلسل "مدرسة الروابي" -اختلفنا أو اتفقنا معه- الذي سلّط الضوء على العديد من المشاكل مثل التنمر والظلم والواسطة والتحرش.

    التنمر ليس محصورا على أرض الواقع فقط، بل من خلف شاشات الهواتف ومواقع التواصل وقد يستهدف فئات أكبر وهو ما يستدعي منا مواجهتها بتحصين الأجيال بالثقافة والسلوكيات الصحيحة للتعامل والرد على هذا التنمر الذي يستهدف في كثير من الأوقات الأشخاص الناجحين والمميزين في المجتمعات.

    بالتأكيد أن طرح هذه القضايا لا يحط من قيمة المجتمع أو يضرب معتقداته، فالدراما جاءت لتحقيق رسالة بطريقة ما، حبكة جيدة وقضية موجودة ومعالجة متينة للنص والإخراج يمكن أن تنتج لك قصة قوية تجذب القوى المختلفة في المجتمعات وتزرع لديهم رسائل نبيلة هدفها الإصلاح والتثقيف كما هو دور الإعلام في تناول هذه القضايا ومعالجتها.

    كما علينا تقبل وجود هذه القضايا في مجتمعاتنا وهي قريبة منا وقد تفتك بأي أحد منا أو قريب لنا، ومن ثم اتخاذ كافة السبل للقضاء عليها عن طريق التعليم والتوعية بمخاطرها وضرورة تجنبها والابتعاد عن الأشخاص الذي يرسخون ثقافة سيئة في المجتمعات والمدارس وحتى في بيئة العمل وغيرها من الأماكن المختلفة.

    وهو ما يحتم على الجهات المختصة وخاصة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي أن تولي هذه القضايا أهمية كبيرة وأن تورد جزءا ليس بالقليل في مناهجها بالمدارس والجامعات للقضاء على هذه الآفات ومنع تناميها، وهو ما يستدعي وجود حملة كبيرة تقودها وسائل الإعلام ووزارة الصحة أيضا.

    أخيرا علينا أن ندرك وجود هذه القضايا وكل مشكلة ما تزال في بدايتها يسهل حلها واجتثاثها من جذورها بكل يسر.. فالقضية ليست محصورة في مسلسل درامي وإنما موجودة وتنمو يوما بعد يوم والحادثة الأخيرة أكبر برهان على ذلك.. هي غزت مجتمعاتنا في حال لم ندرك ذلك بعد.





    [27-10-2021 10:34 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع