الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    احجب الثقة .. امنح الثقة
    البرلمان

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - ببساطة الأمر لا ينطوي ولا يقاس بشكل أساسي على عدد أيادي النواب التي سترفع قريباً لمنح الثقة لحكومة بشر الخصاونة تحت قبة البرلمان، فالأمر بالنسبة للكثيرين هو مجرد رقم لا أهمية له طالما أن الثقة آتيه بكل الأحوال.

    الرئيس الخصاونة - الذي يعمل بصمت حسب ما يصفه مراقبون - بدأ بالتحرك بشكل فعلي في لقاء الكتل البرلمانية التي تشكلت حديثاً، لإجراء المشاورات معها حول بيان الثقة والذي من المتوقع أن تقدمه الحكومة خلال أيام، وذلك تبعاً للخطوات والمحددات الدستورية، وهذا بمجمل الحال جزء أول من مارثون الثقة الذي يبدأ بالمشاورات ثمة تقديم البيان أمام النواب، ثم كلمات النواب لحين موعد التصويت.

    المواطن البسيط قد لا يجد في الأمر شيء ملفت للإنتباه، طالما انه لا يزال مشغول البال بان لا ينام مع أولاده بلا عشاء، وهنا تماماً "مربط الفرس" وما يضع الحكومة عند واجب هام بأن يكون برنامجها للقادم يحوي على ما يلبي حاجة المواطن بشكل أساسي "قولاً وتطبيقاً" وليس الى ما يدفع النواب فقط لرفع الايادي.

    طبعاً بيان الثقة سيشمل مختلف المجالات والملفات والقطاعات، من الصحة - وهو الملف الأبرز- إلى الإقتصاد والميزانية، إلى التعليم، إلى البطالة والفقر، ثم للعلاقات الخارجية وغيرها من الأمور والقضايا التي من خلالها سُيحدد مسار الحكومة في فترة توليها المهام.

    الإشارات بمجملها تدل على أن حكومة بشر الخصاونة " لن تمر بمخاض عسير - خلال حصولها على ثقة النواب، كما كان حال الحكومات التي سبقتها، لعدة اسباب أبرزها أن البرلمان الجديد " الذي تشكل وفيه 100 وجه جديد" يفتقر نوعاً ما لصوت المعارضة، على خلاف المجلس السابق الذي كان فيه تنوع فكري بارز، سواء من النواب الإسلاميين " نواب كتلة الاصلاح" أو اليسار الذين توزعوا على عدة كتل.

    طبعاً بطبيعة الحال هذه مخرجات الإنتخابات التي تمت في تشرين الثاني الماضي، نسبة اقتراح لما تتجاوز 30% لعدة اسباب منها أزمة فيروس كورونا، ما صب بشكل أو بآخر في صالح الحكومة، التي اساساً هي نفسها جاءت في ظل وضع استثنائي وحرج صحياً واقتصادياً.

    بالمحصلة عبور حكومة الخصاونة مدار الثقة من خلال مجلس النواب "مضمون وأكيد" وبتوقعات كبيرة أن تحصل على أكثر من 100 صوت، لكن الباقي والمهم الأن أن تاتي هذه الحكومة "ببرنامج قوي متين قابل للتطبيق" يريح المواطن ويلبي تطلعات الملك عبد الله الثاني، الذي أكد وشدد مراراً على أن المواطن ومصلحته وراحته وصحته هي الاولية.

    ننتظر في الأيام القليلة القادمة ما سيقدمه الخصاونة أمام نواب الشعب، وما هي خطة الحكومة للخروج من المآزق التي تعانيها المملكة املاً باحداث إنفراجه ولو بشكل بسيط.





    [29-12-2020 11:30 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع