الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    لماذا التقى عباس الملك في العقبة ؟
    لقاء الملك عباس في العقبة

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - ثمة "اشارات بارقة في لقاء العقبة" الذي تم الأحد، بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس،، وعلامات تطفوا على السطح تشير نحو "محاولات لإعادة تحريك مياه راكدة" تدفع نحو اجراء مفاوضات جديدة مع الإحتلال تقوم على مبدأ حل الدولتين، بعد أن "انقشع عنصر التشنج ترامب" عن منصة البيت الأبيض، واصحبت مساحة المناورة أكثر مرونة وسهولة.

    المعطيات التي تفرضها التغيرات بالمنطقة والعالم تتطلب دوماً تنسيقاً وترتيباً دائماً، ولا بد من وضع سيناريوهات متوقعة لكن شيء، وهو ما "التقطته السلطة الفلسطينية مبكراً وعلى عجل" بعد أن اعادة نفسها "وتموضعت من جديد" في ترتيب العلاقات التنسيقية والأمنية مع الاحتلال، على إثر فوز بايدن برئاسة الولايات المتحدة ليكون خلفاً لترامب، إلى جانب تحرك عباس الملحوظ بين عمان والقاهرة " لتكوين أرضية ودعم وساند له" اذا ما قرر الجلوس مجدداً مع نتنياهو على طاولة حوار" بمشاركة أردنية ودعم مصري ومباركة خليجية.

    الأردن وعلى عدة مساحات يجد أن التعامل مع إدارة البيت الأبيض الجديدة "أقل كلفة وأكثر مرونة" على عكس ما كان فيه الحال في عهد ترامب، فعمان تدرك تماماً أن أي تحرّك سيحدث على الساحة الفلسطينية لا بد أن يمر من خلالها، لإعتبارات عدة أهمها "التاريخي وهو ما يتعلق بالوصاية الهاشمية على المقدسات"، والجغرافي بحكم الحدود المشتركة.

    وعلى الرغم من عدم وضوح جدول أعمال "قمة العقبة الثنائية" إلا أن هناك عدة ملامح تشير إلى أن عباس كان "يطلب المشورة" من الملك عبد الله، ثم تلا ذلك بزيادة مباشرة إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكانه "أخذ التطمينات" أن صح التعبير.

    الإنطباع الأبرز من هذا اللقاء يشير إلى أنه ثمة "محور أردني مصري فلسطيني" جديد بدأ بالتحرك على الأرض لإعادة "الروح مجدداً لمسار المفاوضات في القضية" وذلك بعد 4 سنوات من الجمود التي كان فيها ترامب رئيساً، وان هناك آليات وادوات جديدة قد تُستخدم هذه المرة " للقيمة التي أضافها المحور الخليجي تحديداً الاماراتي بعد ابرام اتفاقيات التطبيع مع الإحتلال" ما قد يعطي أي مفاوضات قد تحدث في المستقبل مساحة مناورة أكبر للسلطة الفلسطينة، وان تكون بمشاركة أردنية ودعم مصري ومباركة خليجية.

    الدور الباقي بعد ذلك بتقدير أغلب الأطراف أن تبادر السلطة الفلسطينية "لإتمام المصالحة الداخلية التي سبق ان توقفت مع حماس" وأن تسعى الأولى لخلق أرضية أكثر صموداً على المستوى الداخلي، لتساند بوادر المفاوضات الجديدة التي قد تنطلق قريباً، فلا يمكن أن تجلس السلطة مع الاحتلال على طاولة الحوار في الوقت الذي تكون فيه صواريخ حماس تتطاير بسماء تل ابيب،.. هذا ما قد يدفع السلطة وعباس إلى "فتح نافذة حوار جديدة مع الفصائل الفلسطينية من خلال رئيس الوزراء محمد اشتية.

    عموما .. حتى لآن لم نسمع حتى اي صوت خليجي يعلق على هذا التحرك، لكن ثمة توقعات بأن يكون لأبو ظبي دور واضح في ذلك، من خلال "تفعيل الاتصالات مع حكومة الاحتلال، وربما تليها زيارات رسمية إلى تل ابيب.

    نهاية المطاف، وجود بايدن على سلطة البيت الأبيض منح المنطقة "نفساً اعمق وجرعة أمل" في حلحلة مشاكل "تضاعفت وتراكمت" في عهد ترامب، وأن كان الرئيس الأمريكي الجديد قد جاء على "أرث مزعج ومقلق وفوضوي خاصة فيما يتعلق بقرار نقل السفارة إلى القدس.

    يجب ان ندرك انه ثمة ثوابت في السياسة الأمريكية لا يمكن تعدليها أو تغييرها بتغير الرؤساء، ذلك ما يدعونا بالفعال إلى أن "لا نبالغ في التفاؤل" فهناك الكثير من الأمور قد تغيرت، وبعضها الآخر قابل للتغيير وبتسارع كبير.





    [30-11-2020 09:53 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع