الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    أول مطب بوجه البرلمان الجديد
    ارشيفية

    أحداث اليوم -

    ياسر شطناوي - بغض النظر عن النتائج التي جاءت بها انتخابات مجلس النواب الـ 19 من تفوق لـ "رجال البزنس والثقل العشائري" إلا أن حديث الشارع اليوم بدا واضحاً بأن مراهنة الحكومة قبل الإنتخابات على احداث التوازن بين "الدستوري والصحي" كانت فاشلة، ولم تحقق ولو جزء بسيط من أسسها.

    هذا الإستدلال يتضح وضوح الشمس عند النظر على "حجم الخروقات وحالة الإنفلات ان صح التعبير" التي رافقت عملية الإقتراع ولحظات صدور نتائج الإنتخابات الاولية، حيث وثقت مواقع التواصل عشرات مقاطع الفيديو لمواكب المحتفلين ومعهم اسلحتهم والرقص على انغام " الهدف مرصود والرشاش جاهز" وسط ارتفاع المنسوب في ثقافة "الخواء المجتمعي" لمناصري المرشحين الفائزين.

    ثمة دور كان واجباً على الحكومة أن تنجزه في هذا "العرس الوطني"، الا أنها فشلت فيه مع أول اختبار لها "وهي ما تزال حديثة الولادة"، لتسقط مع هذا العرس كل "انظمة وبروتوكولات التباعد الاجتماعي" إلى جانب التخبط في قرارات الحظر، الأمر الذي " يُنذر بصعود كبير لاعداد الاصابات والوفيات بالفيروس" في الايام القادمة.

    التحذيرات كانت مبكرة للحكومة باهمية ايجاد طريقة وتوليفة تضمن سير العملية الإنتخابية دون كسر للقواعد الصحية خاصة ونحن في خضم معركة مع الفيروس، إلا أن الحكومة "وقوى الطابور الخامس" صمو اذانهم عن هذا التحذير .

    مساحة اخرى يمكن القفز اليها من واقع القراءات لهذه الإنتخابات والتي جاء في نتائجها صعود واضح "لأصحاب الثقل العشائر ورجال الأعمال" وفرغت تقريباً من التمثيل الحزبي، إلى جانب تراجع التمثيل النسائي بنسبة 11.5%.

    اضف إلى ذلك نسب المشاركة التي لم تتجاوز 29% الا بقليل، ما يعني أن 70% قاطعوا الإنتخابات لإعتبارات عديدة، ابرزها التخوف من الفيروس، وعدم انصات الحكومة لنداء الشارع الذي طالب بتاجيل الإنتخابات، ما يعني ومن خلال هذه النسبة أن "اصوات المقاطعة قد تفوقت" وهي رسالة مهمة "على الحكومة أن تلتقطها بشكل سريع" لما سيكون لها من "انعكاس كبير في دور المجلس الجديد" في الإيام القادمة.

    والسؤال هنا يطرح نفسه وبقوة.. كيف يمكن لبرلمان مطلوب منه أن يقوم بالرقابة والتشريع، وان يقف بشكل حازم أمام ملفات صعبة "أبرزها قانون الموازنة الجديدة لعام 2021" وهو لا يمثل الا نسبة بسيطة من الأردنيين،.. لاسيما أن كبريات المدن "عمان والزرقاء واربد" رفعت راية العزوف وعدم المشاركة بهذا العرس؟

    كل هذه المعطيات تفتح باب التكهنات، والتدليل هنا واضح ومباشر، لأن مجلس النواب الجديد مطلوب منه ان يكون "صلباً أمام الإرتدادات" التي قد تصله في المرحلة القادمة، خاصة ونحن على ابواب مرحلة جديدة تتطلب مجلس قوي يمثل الشارع بقوة ويعالج ملفات عميقة اشغلت الأردنيين، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وصحياً. 





    [12-11-2020 12:45 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع