الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    صدام الأردن مع "اسرائيل" والتلويح بمس اتفاقية وادي عربة
    الملك خلال مقابلته مع صحيفة دير شبيغل

    أحداث اليوم - ياسر شطناوي
    ثمة مقاربة واضحة من حديث الملك عبد الله الثاني بمقابلة مع مجلة "دير شبيغل" الألمانية وهو يتكلم عن خيارات الأردن في مواجهة قرار ضم اجزاء من الضفة الغربية كواحدة من خطط الكنيست خلال الأسابيع القليلة المقبلة في اطار تنفيذ خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في الشرق الأوسط.

    عملياً اشارة الملك في تعبير "ندرس كل الخيارت .. والصدام الكبير مع المملكة" تجذب الأنظار إلى أن عمان ربما ستلوح بورقة معاهدة السلام "وادي عربة" ما "سيوفر مساحة للتكهنات السياسية" بان تخرج للعلن لقياس مدى قدرة الأردن على "اللعب بهذه الورقة" اذا ما تم قرار الضم، إلى جانب "التكهن بامكانية تنفيذ خيارات قد تكون أكثر تعقيداً" خاصة تلك التي تتعلق "بالمستوى العملياتي العسكري".

    الملك أشار إلى أن قرار الضم سيؤدي "لصدام كبير" مع المملكة الأردنية الهاشمية، وهذا ليس بالغريب والمفاجئ، خاصة أن الملك قالها صراحة في وقت سابق إن علاقة الأردن مع اسرائيل في أدنى مستوياتها على الإطلاق.

    ذلك كان قبل اعلان بنود "صفقة القرن" باشهر، وهنا يبرز تماماً أن عمان كانت فعلاً "تتلمس الهواجس" من الخطط الأمريكية - الإسرائيلية بوقت مبكر، وتضع كل السيناريوهات لبحث مدى التعاطي الأردني مع أي اجراء اسرائيلي - امريكي احادي، سيؤدي بالنتيجة إلى "صهر عملية السلام ويسلب حق جديد من حقوق الفلسطينيين".

    مستوى آخر يمكن الإشارة اليه، أن الملك في المقابلة ركز على الموقف الداعم للأردن من بلدان كثيرة في أوروبا والمجتمع الدولي، "على أن قانون القوة لا يجب أن يطبّق في الشرق الأوسط" وهنا يبرز التساؤل أين البلدان العربية من ذلك" خاصة الخليجية" ؟ وما موقفها من مشروع الضم؟

    اشارة الملك عن دول اوروبا والمجتمع الدولي تأتي متناسبة ومتوازية تماماً مع مجريات الواقع خلال الحوارات التي نفذها وزير الخارجية ايمن الصفدي في الايام الماضية مع عدة مسؤولين أوروبيين ، والتأكيد على وجود "توافق أردني أوربي" على أن قرار الضم يشكل "خطراً" لابد من التصدي له ومواجهته، والعمل على إطلاق مفاوضات جادة مباشرة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي ليكون سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الشامل والدائم، وأن ذلك يشكل ضرورة إقليمية وأوروبية ودولية.

    عملياً وتاريخياً الأردن لديه خبرة كبيرة في "معرفة مسارات عقلية الاحتلال" ويمتلك الإدراك التام بان "ارهاصات ومخاضات الداخل الاسرائيلي - خاصة بعد فشل نتنياهو مراراً في الانتخابات وتشكيل الحكومة - له ابعاد "أكثر من مما تبدو عليه حال الأمور في ظل الصمت العربي"، ووقوف دول عربية على "دفة المتفرجين" وبقاء الأردن وحيداً بالمواجهة المباشرة من جهة، واللجوء لحشد الدعم الدولي والأوروبي خصوصاً من جهة اخرى .. من هنا جاءت اشارة الملك إلى "دراسة الخيارات والصدام مع الأردن".

    تحذير جازم ومباشرة للملك في حديثه للمجلة وهو يقول :"ماذا سيحصل إذا انهارت السلطة الوطنية الفلسطينية؟ سنشهد مزيداً من الفوضى والتطرف في المنطقة، وتأكيده على أن القادة الذين يدعون لحل الدولة الواحدة لا يعلمون تبعاته".

    هنا تأتي "الهواجس الأردنية" أنه في حال اقرار ضم اجزاء من الضفة، فان ذلك سيترتب عليه "انتقال السكان من الضفة الغربية إلى شرقي النهر" وبالتالي أزمة انسانية جديدة سيتحمل الأردن تبعاتها، حتى لو لم تكن على شكل "تهجير قصري" كما حدث في النكبة عام 1948.

    ختاماً .. رسالة الملك واضحة وصريحة، أن قرار ضم اجزاء من الضفة اذا تم "لن يجعل الأمور في المنطقة مفروشة بالورد" وأن الصدام مع المملكة ابتداء من مس ملف اتفاقية وادي عربة سيكون أول الخيارات الأردنية".





    [16-05-2020 01:23 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع