الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    أزمتنا كبرى ولا مجال لتعدد القيادات
    وزيرا الصحة والإعلام سعد جابر وأمجد العضايلة

    أحداث اليوم - عهود محسن - بالنظر لحجم أزمة كورونا وفرادتها على الصعيد العالمي وآثارها المتوسعة يومياً بات من الضروري لنا جميعاً أن نُنحي الانتقادات والإختلافات الجانبية ونلتفت لآليات حماية البلاد والعباد من هذه الجائحة وآثارها المزلزلة على الصحة والاقتصاد والوقوف خلف قيادتنا متوحدين.

    معركتنا اليوم ترتبط بالوعي وإطالة أمد الصبر وعدم الاستعجال في تشمير سواعد اللوم وجلد الذات، أدرك أن الظروف الاقتصادية صعبة على الكثيرين وأن العديد من أبواب الرزق أغلقت والكلف المعيشية للأفراد ارتفعت والأضرار تفاقمت في منشآت القطاع الخاص وهو غير قادر على تحملها لأمد طويل، إلا أن المطالبات المتزايدة بفتح العديد من القطاعات الاقتصادية غير ذات الضرورة المُلحة يمكن أن يكلفنا أثماناً باهظة نعجز عن سداد فواتيرها في المستقبل القريب.


    لا أجد أن الإلحاح في المطالبة بالتوسع في تشغيل القطاعات الاقتصادية المختلفة من غير ذات الحاجة الملحة وبالحد الأدنى ضرورة ملحة وإنما هو نوع من الضغط على الحكومة ومحاولة لي ذراعها بطريقة أو بأخرى دون تقدير لحجم الخطر الذي يتهددنا جميعاً.

    رصدت بعض التقارير الحقوقية ارتفاعات كبيرة بحجم الشكاوى العمالية فمنهم من لم يتم تسليمهم اجورهم الشهرية لكامل شهر آذار المنصرم بحجج مختلفة، وتبين أن قطاعات واسعة منهم لم يتسلم رواتب أشهر قبل شهر آذار، وهنالك مؤسسات قامت بفصل العاملين لديها أو جزء منهم، أو اجبارهم على الاستقالة بحجج مختلفة، ومن هذه المؤسسات من قام بخصم مدة العطلة التي أعلنتها الحكومة من رواتب العاملين والعاملات، وهنالك مؤسسات قامت بتسليم جزء من راتب شهر آذار بدون تفسيرات لذلك، ومؤسسات أجبرت العاملين لديها بكتابة اجازات بدون راتب طيلة فترة العطلة الحكومية الطارئة، وبعضها أجبر العاملين على كتابة اجازات سنوية طيلة مدة العطلة، لا بل أن بعض مؤسسات الأعمال أجبرت بعض العاملين لديها بالعمل في فترة حظر التجوال وهي ليست من القطاعات الحيوية وبدون الحصول على تصاريح تنقل، مما عرض الكثير منهم الى المسائلة القانونية، بحسب تقرير صادر عن المرصد العمالي الأردني  http://labor-watch.net/uploads/ar_labor-watch.net_637216023312999598.pdf وهو ما يدفعنا للتفكير مطولاً بمدى إحساسنا بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية وقدرتنا على صياغة الانتماء بعيداً عن الشعارات والمزايدات.

    كلما تماسكنا إجتماعياً في مساندة الخيارات الحكومية في المرحلة الحالية – والتي تحتمل الخطأ والصواب- أسرعنا في كسب المعركة ضد "كوفيد 19"، فالمرجعيات الطبية حول العالم لا تزال تؤكد على أن الحد من حركة الأفراد والتباعد الاجتماعي خير وسيلة لكسر سلسة الإصابة ومنع انتشار الفيروس وتهديد سلامة الجميع.

    كورونا يصر على إعادة رسم خارطة العالم البشرية والإقتصادية بشكل جديد وبدأ بتخطيط حدودها أواخر العام 2019 ودون معرفة نهايتها في ظل انتشار واسع ومضطرد للوباء وارتفاع أعداد المصابين والوفيات لأرقام قياسية لدرجة تحوله لجائحة، وبناءً على ذلك بات لزاماً علينا علينا الالتزام بقرار السلطات والمرجعيات الصحية، فهي الأقدر على تحديد مسارات انتشار هذا الوباء ومخاطره الصحية وكيفية السيطرة عليه، فأزمتنا كبيرة ولا تحتمل تعدد القيادات والأذرع ومحاولات اعتلاء الموجة لتشتيت الجهود والخروج بمكاسب فردية لن يكون لها معنى إن خسر الأردن – لا قدر الله- معركة كورونا وهزمنا "فيروس".





    [10-04-2020 11:40 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع