الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الإسراف والتبذير في المناسبات الإجتماعية

    خلقنا الله ورفع بعضنا فوق بعض درجات في كل شيء في المال والجاه والعلم والوسامة والجمال والفهم والذكاء ... إلخ ( وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (الأنعام: 165)). والهدف من هذا الرفع في الدرجات في الحياة الدنيا ليمتحننا الله، كيف تصرفنا في ما آتانا من نعم لا تعد ولا تحصى ( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (النحل: 18))؟ هل تصرفنا فيها بما يرضيه أو بما يغضبه وبالخصوص بما آتانا من الأموال. فكثير من الأغنياء يتباهون في أفراحهم وأتراحهم كم شخص حضر وكم منسف وكم سدر كنافة وكم ... وكم قدموا لضيوفهم، ويبذرون في الطعام والشراب وغيره ممن يقدم عادة للضيوف. وينسى الجميع أن الله طلب منا أن نحافظ على النعمة التي آتانا إياها لتدوم ولا تزول ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)). وشُكْر النعمه في عدم هدرها وتبذيرها ووضعها في أكياس القمامة في الحاويات، لأنه لا يستطيع أحد منا إخراج حبة قمح ولا حبة أرز ولا إنزال قطرة ماء.

    وقد أوضح لنا الله في كتابه العزيز كيف نتصرف في الولائم في أكثر من سورة من القرآن الكريم ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (الأعراف: 31)) وهنا خاطب الله بني آدم أجمعين بغض النظر عن ديانتهم بأن يلبسوا أحسن الثياب ويتزينوا ليظهروا بأبهى صورهم عند ذهابهم لمساجدهم أي أماكن عبادتهم لله. وقال الله لهم كلوا ما تشاؤون من الطعام وإشربوا ما تشاؤون من الشراب الحلال دون إسراف لأن الله لا يحب المسرفين. كما قال الله تعالى ( وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا (الإسراء: 29)) وهنا أوضح الله تعالى أن على الإنسان أن لا يقتر على نفسه وأهله وغيره ولا يسرف في الإنفاق دون حساب وميزان حتى لا يندم ويتحسر على ما آل اليه حاله من الفقر والحاجه نتيجة الإسراف والتبذير. كما قال الله تعالى ( وَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (الإسراء: 26 و 27)). وهنا حث الله الإنسان على أن يعطي كل من يستحق أن يعطيه من ماله وهو مال الله وليس ماله من ذوي القربي والمساكين وأبناء السبيل ... إلخ من المحتاجين ولكن دون تبذير، وأضاف قائلاً أن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وذكَّرَهم أن الشيطان لربه كفوراً.

    فعلى الإنسان أن يُرْضِى الله وهو خالق هذا الكون بما فيه من مخلوقات وأشياء وخالق البشر أجمعين. فلماذا نخجل في مناسباتنا من تقديم الطعام بشكل بوفيه ويأخذ كل مدعو صحنه ويضع أو يُوْضَعُ له ما يشاء من الطعام وقدر حاجته بحيث نحافظ على نعمة الله بحيث لا نهدر في صحوننا أي طعام. والطعام الذي يزيد يبقى نظيفاً ويوزع على الفقراء والمساكين والمحتاجين بشكل عبوات نظيفة حتى نكسب رضى الله ويديم علينا نعمه ويزيدها. البعض يقول ما تعودنا على ذلك وعيب، نقول لهم كما قلنا في مقالات لنا سابقة حول هذا الموضوع: لماذا لا يكون هذا التصرف عيباً عندما نُدْعَى على فرح إبن أو إبنة رئيس وزراء أو وزير أو شخصية عامة في فندق ونقف على الدور ويتناول كل واحد منا صحنه ويسكب بيده أو يُسْكَبُ له ما يشاء من الطعام؟!. نسأل الله أن يسلمنا ويغنمنا ويديم نعمه علينا ويوفقنا لما يحب ويرضى وليس لما يحب الناس ويرضون.





    [07-08-2019 11:53 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع