الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    عادات وتقاليد تتطلب التغيير

    نتساءل، هل كانت العادات والتقاليد على زمن آدم عليه السلام وزوجه وذريته في الأفراح والأتراح كما هي اليوم عندنا؟ وبالطبع وفق الظروف المحيطه في كل زمن أم لا؟ ومن أين تعلمنا عادات البذخ والترف في ايامنا هذه؟ ولماذا تمسكنا بها؟ وما زلنا نمارسها حتى هذه الأيام رغم ضيق الحال وقلة الرزق ... إلخ؟ وهل العادة تبرر الوسيلة لإرضاء الناس؟! ولم نثقل كاهل أهل العروسين والعروسين بالدين؟ّ! ... إلخ من الأسئلة. لاحظنا منذ سنين أن كثيراً من الناس يتباهون في أفراحهم وفي أتراحم في كبر الصواوين أو بيوت الشعر وكم شخص حضر وكم منسف قدموا وعلى كم يوم تم تقديم المناسف والضيافة للحضور ... إلخ. فنضرب أمثلة أولاً عن الأفراح وفي الجاهات يقومون بدعوة أكبر عدد من الناس للقاعات أو الصالات خارج الفنادق أو في الفنادق من قبل أهل العروسين. ويطلبون من شخص ما ذو منصب عالٍ سواء أكان رئيس وزراء، وزير، باشا سابق ... إلخ لطلب يد العروس من أهلها وكذلك يرد على الطالب بمن هو في مستواه في المنصب من قبل أهل العروس حتى لو كان الواحد منهما لا يحسن الكلام ولا يحفظ آية من القرآن تخص المناسبة. وبعد ذلك يقدمون الكنافة والعصائر و/أو المشروبات الغازية الضارة. فلا ندري هل يعقل تقديم عصائر أو مشروبات غازية مركز السكر فيها جداً مع كنافة (حلو مع حلو) أين المنطق والصحة في ذلك؟. نقدم ذلك فقط لأننا تعودنا على ذلك وبدون أي تفكير.

    نأتي لموضوع دعوة الناس لتناول طعام الغداء أو العشاء في مناسبة ما. هل يعقل أن نقدم مناسف ونضع على كل منسف كبير ثلاثة أو أربعة أشخاص فقط ولا يأكلون من المنسف ثلثه أو نصفه وما تبقى يوضع في أكياس القمامة السوداء ليلقى في الحاويات؟! هل هذا التصرف يرضي رب العالمين وكثيراً من الفقراء يبحثون عن طعام لهم في الحاويات؟ وكم حالة وحالة صورت ووزعت على وسائل التواصل الإجتماعي. نعم نحن في الأردن مقارنة مع بعض دول الخليج لا يوجد وجه مقارنه في الترف أو البذخ ولكن حتى لو، علينا أن نحافظ على النعمة التي أنعمها الله علينا حتى تدوم وتزيد وإلا سنحرم منها بسبب غضب الله علينا. ما الخطأ عندما ندعو الضيوف لمأدبة غداء أو عشاء لأي مناسبة أن يتم تقديم الطعام عن طريق بوفيه مفتوح يضع الشخص في صحنه ما يشاء ويبقى ما تبقى من الطعام نظيف ويمكن الإستفادة منه بتوزيعه على الفقراء والمحتاجين في عبوات غذائية نظيفة؟! هل هذا الأسلوب في نظر بعض الناس عيب؟! نقوم بتقليد الأجانب بكل شيء من عاداتهم سواء أكانت تناسبنا أو لا. ولا نعتبرها عيب. فلماذا لا نقلدهم في تقديم الطعام في مناسباتهم؟!.

    نسأل الذين يقولون تقديم الطعام عن طريق البوفيه المفتوح أو عن طريق أشخاص يقدمون لك ما تريد من الطعام عيب، وعاداتنا وتقاليدنا تجبرنا على تقديم المناسف والبذخ والترف وبالطريقة التي تعودنا عليها. نقول لهم لماذا حضراتكم عندما تدعون على فرح إبن أو إبنة رئيس وزراء أو وزير أو شخصية ذات منصب عال في فندق تقفون على الدور وكل واحد منكم يحمل صحنه ويضع أو يوضع له ما يريد من طعام وفي هذه الحالات ليس عيباً تقديم الطعام بهذا الأسلوب؟! دعونا من التصنع وإرضاء رغباتنا ورغبات الآخرين فرضى الناس غاية لا تدرك. فدعونا أن نغير من عاداتنا وتقاليدنا التي تغضب الله وتكون سبباً في نزع البركة والنعمه من بين أيدينا، فلنحافظ عليها بالطريقة التي ليس فيها بذخ ولا هدر للنعم وبالعقل. وبالشكر تدوم النعم وشكر النعمه هي المحافظه وعدم هدرها ووضعها في أكياس القمامة. فلا يستطيع أحد منا أن ينتج حبة قمح ولا حبة أرز ... إلخ إلا بأمر الله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (إبراهيم: 7)).





    [21-07-2019 08:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع