الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    ما الشبه بين رواتب أبو غزالة وسلاحف الرزاز؟
    رئيس الحكومة عمر الرزاز، وطلال أبو غزالة - أرشيفية

    أحداث اليوم -

    خاص - بغفلة من أمرنا، وبشكل مفاجئ، أطلت علينا حكومة النهضة، من بيتها في رئاسة الوزراء، بقائمة طويلة وعريضة لـ61 سلعة "أساسيّة" جرى عليها تخفيض ضريبة المبيعات.

    واليوم يطّل علينا - سعادة الرئيس شخصيا (في الثمانين من عمره) - طلال أبو غزالة ليؤكد أن العطل في مؤسسته "باسثتناء العطل الرسمية المقررة قانوناً" تحددها الشركة، وأن الذي يمنح الراتب هو "رب العمل" لا الحكومة.

    ربما يرى بعض المتابعين أن بيان أبوغزالة في وادِ، وقائمة الحكومة في أخر، إلا أن البيان هو الوجه الأخر لحكومة النهضة والعقد الاجتماعي الجديد، الذي لم نرَ منه غير أكبر قرض في تاريخ المملكة وقانون الضريبة واعتقال الحراكيين، ومزيدًا من التأخر في النهوض.

    كان بإمكان أبوغزالة إصدار تعميم على موظفيه ومن يعملون لديه وتنبيههم بل وتوجيه إنذار لهم أو حتى فصلهم لو شاء، في ظل رجف وزارة العمل التي حذفت النص القانوني حول القضية ذاتها من صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

    إلا أن - الرئيس شخصيا - أراد تذكير عماله أمام أعين الأردنيين أنه رب العمل وهو من يمنح الرواتب وليس الحكومة، وربما أراد إيصال رسالة للرزاز - وهذا لا يهمنا بطبيعة الحال - أو قد يكون رغب بإرسال رسالة فارغة المضمون إلينا نحن. نحن الطبقة العاملة، الذين نرفض أشكال التهديد بالفصل أو الانذار، ننزعج من توبيخنا أمام الموظفين فكيف أمام الأردنيين.

    رسالة أبوغزالة لا تختلف عن قائمة الرزاز الفارغة من مضمونها

    61 سلعة، قالت الحكومة إنها "أساسيّة"، لكن بالتمحيص والتفحيص تبين أن حكومة النهضة - وأية نهضة هذه - حاولت الضحك على شعب يقرأ ما بين السطور، فكيف لو كان المكتوب قائمة حكومية .

    تخفيض على "السلاحف والأفاعي والفجل والكرز الحامض وستة أنواع للبزيلاء"، نحن يا حكومة الرزاز لم نسمع من قبل عن "لحم الغرغر"، ولا نأكل السماك إلا في المناسبات السعيدة حصرًا.

    وعلى غرار بيان أبو غزالة، فاننا لا نرَ في البيان أي معنى غير "الشو" الإعلامي على ظهور موظفيه الذين ينتمون إلينا ونحن منهم، وإننا لا نرَ في قائمة الرزاز غير الإفلاس ومحاولة رفع أسهم الحكومة التي لم تنجح لغاية الأن، في كسب رضى الشارع.

    وعلى العكس تماما، فالمواطن اليوم قادر على تشبيك الخيوط بشكل أدق من أي وقت سابق، فالحكومة التي تتفنن في إتعابنا من خلال قوانينها الاقتصادية المرهقة، هي الوجه الأخر للقطاع الخاص الذي يتفنن في فرض مزيد من القيود على الموظفين الذي يعملون لديهم وليس معهم، على حد وصفه.

    لا وجه شبه، وإنما هما وجهان لعملة واحدة.





    [18-01-2019 12:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع