الرئيسية
مقالات واراء
أحداث اليوم -
ولو مَن الله عزوجل عليه، وأصبحت أما يوما ما، ورزقت بطفل صغير جدا، أحببته وشممته وكبر يوما بعد يوم وعيوني تناظره، تروي ظمأها يوميا للحياة برؤيته وبعد زمن أصبح أبني شابا وسيما.
ذو لحية كثة في بعض الأحيان وعيناه سودوان كما الليل، طويل يضللني بطوله اذا ما مشى بجانبي ،وإذا ما دخل البيت اسمع صوت خطواته السريعة المندفعة بماء الحياة، كن النسوة دائما يسألن، "مشاء الله صار ابنك عريس".
وأنا أرفض أن أراه كبيرا فهو لازال صغير يضيع من دوني، قد لا يعرف أن يسكب لنفسه الطعام وإن كان جاهزا، أبني صغير أخاف عليه اذا ما عاد متأخرا الى البيت في ليل الشتاء، وإن كان ليل الصيف أقل قسوة الإ أنني لا أنام قبل أن أسمع صوت أنفاسه في البيت، متعتي في الحياة أن آراه نائما على سريره في غرفته يطمئن قلبي أن جزءا منه في راحة وأمان، واذا ما استيقظ في الصباح استيقظ قلبي معه، هام حوله فاذا كان مكدر تكدر هو واذا ما كان جائع لا يهدأ حتى يشبع واذا ما كان حزينا لا يفرح حتى يفرح، واذا تعب يتعب قلبي وجسدي وذا ما فرح ضحكت لي الدنيا.
فكيف يستحمل هذا القلب ان يعيش يا أبني اذا عرف انك ستموت يوما شنقا لانك قاتل، لوخيروني أن تقتلني انا واموت قبلك لاخترت أن اموت، ولا اعيش لحظة اعرف فيها ان ابني قتل احدهم وفر هائما على وجهه وخائفا، كيف لقلبي ان يحتمل انك الان متعب وخائف ومطارد؟ كيف لي ان انتظر حتي يلقون القبض عليك ويحققون معك ومن ثم يحكمونك كيف لي ان اعيش وانا اعرف انك تنتظر الموت.
لو كنت اما لاخترت ان تقتلني قبلك ولرجوت الناس ان يدعوننا وشأننا رجاءا لا تعبثوا باشياء ابني الخاصة لا تدخلو غرفته لا تنعتوه بالقاتل لا تقولوا عنه مجرم لا تطالبوا باعدامه ما شأنكم انتم بنا انا وابني.
هل نظرتم جيدا الى وجهه هل رايتم ان ابني كان مثل جميع ابناء الامهات طفل وشاب من منكم يعرف ما هي تصاريف القدر رجاءا اتركوننا وشأننا.



