الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم -
لم يعد هناك ساعة تحدد ذروة الإختناق المروري ولم تهنأ عمان بطرقاتٍ مُيسرة منذ أن أصبح التطور السكاني والعمراني يتفوق على حجم وامكانيات استيعاب العاصمة .
ومنذ أن أصبحت التسهيلات البنكية متاحة للجميع عن طريق الوسطاء وغيرهم، تمكن المواطن الذي يتذمر دائماً من ارتفاع اسعار مشتقات البترول «البنزين» أن يحصل على سيارة واثنتان في بيته.
تحت ذريعة « عمان بدها سيارة «.. علماً أن عمان « بدها شوارع» .. وبما أن فصل الصيف فرض حضوره مبكراً ونحن ما زلنا نفترض بأننا بفصل الربيع ولا أقصد الربيع الآخر ...
فأصبح من الأولويات التي تكبدها المواطن « تقسيط أو شراء» مكيف هواء حتى لا تُصبح النواصي منامات للمواطنين من موجات الحر الخانقة وخصوصاً ونحن على مشارف اقتراب شهر الرحمة والمغفرة..
ابواق السيارات لغة الحوار والتعبير بالشارع الأردني .. اصبح اطلاق « زامور « السيارة إحدى « المُنَفِسات» للمواطن الذي يختنق من التفكير ب « كيف» و « من أين» و « شو أعمل» بالقائمة الطويلة المترتب عليه احضارها.
فما تعاني منه طرقات عمان هو «سائق مخنوق» و «مخطط هندسي خانق»، لا نزعم معرفتنا بمدى منفعة وسلامة المخططات الهندسية التي رُسِمت وخرجت بهكذا طرق تتسم بضيق الشوارع وقلة المسارب وكثرة الاشارات الضوئية وقلة الجسور بين المناطق التي تشهد ازدحام متواصل على مدار الساعة وتجاهل أن العاصمة مكتظة ليست فقط بسكانها بل بطلبتها وموظفيها القادمين اليها كل يوم من المحافظات .. التي جعلت السائق في كَبد بمجرد أن « يدق سيلف» وينطلق إلى عمله لأنه على دراية بأن المسافة التي تتطلب 10 دقائق أيام الزمن الجميل أصبحت بلا مبالغة تستغرق ساعة كاملة وضغط متواصل على «المقود» للبدء في عملية تبادل « التنفيس « عن طريق «الزامور» حيث أشعر أحياناً أنه أصبح هنالك لغة يعلمها البعض لأن عدد « الزوامير» تعني شيئاً بدليل اختلاف ملامح السائق إذا ما وجهت اليه مثلاً «ثلاثة زوامير» متتالية فتراه يشتعل غيظاً ويقابلها بسبع ضغطات على بوق السيارة!
وإذا كان المواطن/ السائق محترف في اختصار الوقوع في أزمة الشوارع الرئيسية بالهروب الى الطرق الفرعية فهذا ايضاً يستغرق وقتاً يستنزف اعصابه!
مونة رمضان آخر يوم ...
لا تشهد عمان فوضى مرورية كتلك التي تأتي مع الاعلان عن شهر رمضان أو الأعياد.. ولا أدري لماذا؟ لذلك وجب التنويه أو النصيحة
للمواطنين « المخنوقين» من القوائم الممتدة والتي بدأن بتحضيرها الأخوات الفاضلات ..
شهر الرحمة فلكياً سيكون يوم 6/ 6/ 2016 بإذن الله فهذا يعني أنك تملك من الوقت ما يكفي للانتهاء من قائمة التسوق المخيفة والتي تخشى أن تنظر إليها أحياناً.
نستطيع جميعاً أن نتجنب الشعور بالدهشة عند اعلان بدء أول ايام شهر رمضان لأننا نعلم مسبقاً موعد حلوله، ولو اختلف بعدة ايام سابقة أو لاحقة فلن يبتعد كثيراً عن الموعد الذي « حسبه» الكثيرون منا .. فلا داعي أن نتسوق في ليلة الاعلان عن أول أيام شهر الرحمة لأنك بذلك تضمن التسبب بفوضى « الزوامير» و « الإختناق المروري» وبعد أن يؤذن لصلاة الفجر ، قد يصل أحدنا منزله ليدرك بأنه نسي احضار نصف الطلبات لأنه بكل بساطة « اختنقت» من الطريق ولم يجد مكاناً « يصف» به سيارته؟
نحن نعلم مدى تأزم الطرقات في العاصمة الأردنية لذلك يجب أن نراعي عدم خلق أزمات أخلاقية وذلك باستثارة أعصاب البعض على الطريق، ونستطيع أن نتجنب حدوث المناكفات والمشاجرات المرورية من خلال الانتهاء من قائمة التسوق مبكراً .



