الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم -
أثناء القيادة. يمسكون هواتفهم الذكية بأيديهم ويبدأون بتوثيق اللحظة، وتسجيل فيديوهات آنية يتم نشرها على تطبيق “السناب شات”.
المتعة لديهم تكمن بحمل الهاتف بيد، ومقود القيادة بيد أخرى، والبدء بتسجيل وبث فيديوهات متتالية، ليراها الاصدقاء المشتركون على هذا التطبيق، دون التركيز على الطريق العام، وتعريض حياة الشخص وغيره للخطر.
حالة من الإدمان والهوس انتابت العديد من الأشخاص المشتركين في “سناب شات” بسبب تصويرهم المستمر لكل تفاصيل حياتهم داخل السيارة، بالرغم من كل التحذيرات الكبيرة بخطورة هذا الامر، إلا أنهم لا يجدون المتعة الا بهذا التطبيق، واستراق كل اللحظات وتصويرها.
وتطبيق “السناب شات” يقوم بتوثيق الصورة أو الفيديو بنفس اللحظة وتحميلها، حيث تستمر لمدة 24 ساعة فقط، من ثم تختفي، ويمكن للمستخدمين التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين. وهذه الصور ومقاطع الفيديو المرسلة “لقطات”. بمدة زمنية تعرض لقطات المشتركين من ثانية واحدة إلى 10 ثوان.
الدوافع كثيرة لتصوير هذه الفيديوهات، من أجل نشر تفاصيل حياة الشخص، والتحدث بمختلف مواضيع الحياة، واستراق اللحظات العفوية والسريعة، وتوثيق المشاهد الغريبة، واحيانا استخدام التطبيق من أجل الدعاية والتسويق الذي بات رائجاً كثيراً في الآونة الأخيرة.
هند ابراهيم هي واحدة من تلك الشخصيات الذي يأخذ السناب شات حيزا كبيرا من حياتها وأصبح المخرج الوحيد لها الذي تجد فيه فسحة للتعبير عن كل آرائها ومعتقداتها وحياتها الشخصية والأحداث التي تحدث معها طوال اليوم، مبينةً أن أكثر مكان تستمتع فيه في التصوير هو في السيارة أثناء القيادة.
وتشير الى أنها تشعر بالخصوصية كذلك وهي تستغل الوقت ما بين المكان الذي تقصده والذي يليه، لافتةً الى أنها أحياناً كثيرة تتعرض لمواقف محرجة، حيث يبدأ الناس خصوصاً على الاشارة بالنظر اليها نظرات غريبة ومنهم من يحذرها من خطورة ما تفعله الا أنها تعتبر أنها باتت متمرسة وتتقن تماماً كيفية تصوير الفيديوهات أثناء القيادة .
وتشير الى أن هذا الأمر بات رائجا بين كثير من الأشخاص ولم يعد أمرا مستغربا على الاطلاق، خصوصاً لدى المشتركين الذين لديهم نسبة متابعة كبيرة.
ابراهيم بلال هو شخص آخر يعتبر أن السناب شات بات جزءا لا يتجزأ من حياته على الاطلاق والأشخاص المتابعون له بمثابة أصدقائه، معتبراً أن 95 % من الفيديوهات التي يقوم بتصويرها تكون أثناء القيادة.
وأحياناً كثيرة يخرج الى مركبته ويبدأ بالتصوير، حتى إن لم يكن لديه ما يفعله، واثناء جولته يستمع للاغاني ويشارك اصدقاءه عبر تصويرها، ويتحدث بأمر أو قضية ما. ويدرك ابراهيم خطورة الأمر وقد تعرض لأكثر من مرة لمواقف خطرة جداً أثناء القيادة كأن يغفل لمدة قصيرة عن الطريق أو أن يخرج عن مسربه، الا أن الأمر بات بمثابة “ادمان” بالنسبة له ولا يستطيع التخلي عنه.
ويصل عدد مستخدمي تطبيق “سناب شات” تقريباً مليون حساب في الاردن، وهذه الأرقام مرشحة للزيادة خلال الفترة المقبلة، وذلك مع الانتشار المتزايد لاستخدام الهواتف الذكية في الأردن، والتي تقدر أرقام رسمية بأنها دخلت بيوت 70 % من الأسر الأردنية، وتعد هذه الشبكات الأكثر استخداما من قبل فئة الشباب.
ومع انتشار التصوير على تطبيق “سناب شات” مؤخراً أثناء قيادة السيارة تحديداً، قامت ادارة المرور في السعودية بمتابعة حسابات “سناب شات” التي يستخدمها أصحابها للتصوير أثناء قيادة مركباتهم، حيث يتم إحالة صاحب المخالفة لهيئة المخالفات المرورية التي تتولى إصدار حكم بحجز المركبة، وإيداع قائدها الحجز حسب المدة التي تصدرها المحكمة المرورية، وهو أمر يندرج تحت مخالفة استخدام الجوال أثناء القيادة.
وكان تطبيق سناب شات قد نشر شعارا خاصا به قبل مدة للتحذير من التصوير أثناء القيادة يظهر لكل مستخدمي سناب شات أثناء قيامهم بالتصوير كتب فيه “don’t snap and drive”.
وفي ذلك يرى المستشار والمدرب في الاعلام الاجتماعي خالد الأحمد أن الأمر خطر جداً خصوصاً أن هناك من يترك الهاتف بيده طوال فترة القيادة ومنه من يضعه على قاعدة، مبيناً أن الناس تستخدم “السناب شات” كونه المنصة الوحيدة اللحظية، فيستغل الشخص كل اللحظات وتأتيه أفكار فجائية يريد مشاركتها بلحظتها.
الا أن ذلك أمر خاطئ وخطر جداً، قد يكون فيما بعد هناك اختراع للحد من هذه الطريقة أو أن تتواجد طريقة للتصوير دون أن يكون هناك خطورة على الشخص، لافتاً الى أن الشخص بامكانه أن يقف على طرف الطريق ويصور ما يريد دون أن يعرض نفسه لهذا الخطر.
ويشير الى أن هناك احصائية بينت أن الشخص اذا انشغل عن القيادة 4 ثوان تعادل مروره بملعب كرة قدم كامل دون أن يراه.
وفي ذلك يقول خبير أمن المعلومات والاتصال الرقمي الدكتور عمران سالم إن الدراسات تشير إلى ان عدد مستخدمي برنامج التواصل الاجتماعي (السناب شات) سيتجاوز حاجز الـ 200 مليون مستخدم في العام 2016 مبيناً أنه تبين في الدراسة أن أعمار مستخدمي هذا التطبيق تتراوح بين 14 و 21 عاماً.
وبربط هذه الأرقام مع موضوع القيادة، يلاحظ ان هذه الأعمار جديدة على قيادة السيارات ومع طبيعة التراسل الملفت في السناب شات سيقوم عدد كبير من هواة التطبيق إلى استخدامه أثناء قيادة السيارة، الأمر الذي قد يؤدي في أجزاء من الثانية إلى حوادث قد تصل في بعضها إلى الموت المحقق.
ويشير الى أن المقلق هو استخدام بعض المراهقين من الشباب الـ Snapchatting أثناء قيادة السيارة لتصوير طريقة القيادة “المتهورة” او المحترفة في نظره، وهنا يكون الخطر مضاعفا على حياته وحياة باقي السائقين في الشارع حيث يتعرض هؤلاء إلى الأذى من غير ذنب اقترفوه إلا انهم ساروا بجانب مراهق كل ما في طموحه إيصال الفيديو لمتابعيه.
ويعتبر سالم أن الكارثة الأكبر والأخطر، الخاصية التي تمت إضافتها في السناب الشات والتي تجعل من استخدام التطبيق شكلا من اشكال الإدمان بسبب طبيعتها المثيرة وهي فلتر السرعة (snapchat speedometer) ، حيث يقوم بحساب السرعة التي يتحرك بها الهاتف بالاعتماد على مستشعر الـ(GPS) المتواجد في كل الهواتف الذكية، لافتاً الى أن المراهقين يقومون للأسف باستخدام هذا الفلتر أثناء القيادة لكسب المزيد من الاعجاب، لكن على حساب روحه وأرواح الأبرياء.
ويشير سالم الى أن الأمر يتطلب الكثير من التوعية في هذا الجانب، بالإضافة لضرورة وجود قوانين صارمة جدا في التعامل مع حالات استخدام الهواتف الذكية اثناء القيادة، حيث تشير الكثير من الدراسات أن الحوادث بسبب الهاتف النقال أصبحت في ازدياد في السنوات الأخيرة. ويضيف “أعتقد أننا سنشهد المزيد من الكوارث كلما أطلت علينا تطبيقات جديدة او فلاتر تجعل من استخدام هذه التطبيقات ضرباً من الجنون”. (الغد)



