الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم -
فوق مساحات ترابية، قرب الشوارع والطرقات الخارجية تنتشر في مناطق عمان مع بداية كل صيف المئات من معرشات البطيخ، وإن تأخرت قليلا هذا العام فالسبب موجة البرد الأخيرة في منطقة غور الصافي التي أضرت بمحصول البطيخ، فكان لا بد من انتظار بطيخ القويرة.
والبطيخ متعدد الفوائد كما يؤكد متخصصون، هو فاكهة الصيف بامتياز لحلاوة طعمه وغزارة عصارته التي تطفئ العطش، لكنه يسجل لبطيخ غور الصافي أنه السباق في اعتلاء أرفف المعرشات خلال شهري شباط "فبراير" وآذار "مارس"، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في هذه المنطقة أكثر من غيرها، فينضج بطيخها مبكرا، إضافة إلى أساليب الزراعة الحديثة، التي تساعد بإنضاج البطيخ قبل أوانه.
لكن هذا العام كان الأسوأ لمزارعي البطيخ لتعرضهم لخسائر كبيرة نتيجة تلف المحصول، بنسبة تجاوزت 90 % بسبب موجة البرد الأخيرة، بحسب رئيس جمعية مصدري ومنتجي الخضار والفواكه زهير جويحان.
وأشار جويحان لـ "الغد" إلى أن تلف محصول البطيخ ضاعف من معاناتهم، خصوصا وأنهم كانوا يعولون على هذا المحصول في تعويض خسائرهم من محصول البندورة، حيث تراوح سعر حمولة السيارة الواحدة من 250 - 300 دينار فيما تباع حاليا بعد انتقال الموسم إلى منطقة القويرة بـ 1000 - 1200 دينار.
ودعا جويحان الحكومة إلى "تعويضهم جراء تكبدهم خسائر متلاحقة من موسمي البندورة والبطيخ بسبب التغير المناخي، فضلا عن عدم وجود أسواق تصديرية للمنتوجات الزراعية في مناطق الأغوار الجنوبية"، مشيرا الى ان أغلب مزارعي الأغوار أصبحوا مطلوبين للتنفيذ القضائي.
إبراهيم أبو سيف، صاحب معرش بطيخ، في تلاع العلي بعمان، قال ان "أول نزول ثمار البطيخ للأسواق، يكون من منطقة غور الصافي، خلال شهري شباط (فبراير) وآذار (مارس)، حيث ينضج البطيخ فيها مبكرا، لكن موجة البرد الاخيرة أدت إلى "تسطيح" ثمار البطيخ الأمر الذي أجبر العديد من اصحاب المعرشات على الانتظار حتى ينتقل الموسم إلى منطقة القويرة".
لكن موفق الدوايمة المتخصص ببيع البطيخ منذ حوالي عشرة أعوام، يستدرك قائلا "شخصيا أبدأ بالتعامل مع البطيخ بشرائه من المزارع وبيعه للمواطنين، منذ بداية شهر أيار (مايو)، لأن ثمار البطيخ تكون مع بداية هذا الشهر، ناضجة وحمراء اللون، وطعمها حلو بنسبة كبيرة".
وأضاف الدوايمة، ان "بداية ايار (مايو)، هي بداية الحر، وإقبال المواطنين على شراء البطيخ في هذا الشهر بعكس الشهور التي تسبقه، بحيث لا تخلو من البرد والأيام الممطرة، وكما هو معروف، فالبطيخ ثمر صيفي، يُقبل عليه الناس كثيرا في ايام الحر والعطش".
وعن أماكن زراعة وإنتاج البطيخ، قال انه يزرع في مناطق غور الصافي ووادي عربة والديسي والقويرة والمدورة وزيزيا والمفرق، لافتا إلى أن الآبار الجوفية منتشرة هناك، ما يساعد على زراعة البطيخ "الذي يعد الفاكهة الشعبية الاولى، والأشهر خلال الصيف في المملكة".
مدير الإعلام بوزارة الزراعة نمر حدادين، بين ان "البطيخ يعتبر من أكثر نباتات العائلة القرعية أهمية، من الناحية الاقتصادية، وأكثرها انتشارا في الصيف، فمذاقه الحلو يجعل الإقبال عليه كبيرا، وهو الى ذلك مادة غذائية مرطبة ومنعشة، بخاصة في المناطق ذات الحرارة المرتفعة".
وبين حدادين ان المملكة استهلكت العام الماضي بين 700 - 800 طن بطيخ يوميا، أي بمعدل استهلاك 14 كيلو غراما للمواطن سنوياً. وأشار الى ان صادرات الاردن من البطيخ والشمام الى دول الخليج العربي ولبنان منذ بداية الموسم الحالي بلغت حوالي 2700 طن منها 1000 طن بطيخ فيما بلغت الصادرات العام الماضي 13 ألف طن من البطيخ، موضحا ان التصدير الى لبنان كان عن طريق الجو والبحر.
وبين ان المساحة المزروعة من البطيخ والشمام في منطقة غور الصافي تصل الى حوالي 6400 دونم مناصفة تنتج حوالي 38 الف طن.
وحول أسماء البطيخ في الدول العربية قال حدادين أنها "تختلف من بلد الى آخر، ففي الاردن وفلسطين يطلقون عليه اسم بطيخ، أما في سورية فيسمونه جبس، وفي العراق رقي، وفي دول الخليج حبحب، اما في المغرب العربي فاسمه الدلاع.. وتطلق عليه بعض الشعوب العربية أسماء اخرى مثل جح، شمزي، دلاح".
اخصائية التغذية منى المواجدة بينت ان البطيخ دخل ضمن المنتجات النباتية المفيدة للقلب، وهو يطفئ العطش ويرطب الجلد، وينعش الجسم، ويلين الأمعاء، ويساعد على الهضم.
كما لفتت الى أن البطيخ مقو للدم ومفتت لحصى الكلى، وبذوره تفيد بتخفيض ضغط الدم العالي، معتبرة أن هذه الفاكهة، غنية بكثير من العناصر التي تكفي حاجة الانسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم، خصوصا في أيام الصيف الحارة.
وعلى الرغم من أن قيمته الغذائية بسيطة، لكن قيمته الطبية كبيرة، بحسب المواجدة، فهو يساعد على إدرار البول وتنقية الدم والنقرس، ومرض البواسير، وضد البدانة.
ويخفض البطيخ أيضا الحرارة، وهو مهدئ للسعال، ومفيد في علاج امراض التهاب الكبد والحويصلة الصفراوية، وفق المواجدة التي قالت عن قشور البطيخ، ان دراسة علمية صينية، تقول "بعد تجفيف قشور البطيخ، تسحق وتغلى مع الماء ويؤخذ من المسحوق يوميا 20 غراما لمدة شهر، وهذا مفيد لمرضى ضغط الدم".
لكن المواجدة نصحت بعدم تناول البطيخ بعد الطعام مباشرة، بل يجب أن يكون هناك ساعة على الأقل بعد أي وجبة لتناوله".



