الرئيسية
مقالات واراء
أحداث اليوم - بقلم د علاء احمد الحراحشة
في وقت تتسارع فيه التحديات الدولية وتتعدد الأزمات، يبرز جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كأحد أبرز القادة العالميين الذين يجمعون بين الرؤية الواضحة والقدرة على التأثير الفعلي في الساحة الدولية.
خطابه في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة لم يكن مجرد كلمات بروتوكولية، بل رسالة عميقة تُجسّد مكانة الأردن ودور قيادته في صياغة معادلات الاستقرار والسلام.
ما يميّز جلالة الملك أنّه يتحدث بلغة يفهمها العالم أجمع؛ لغة إنسانية جامعة تعكس مبادئ العدل والسلام والكرامة الإنسانية ، فالأردن، رغم صغر مساحته وموارده المحدودة، بات بحكمة قيادته صوتا مسموعا في المنابر الدولية، وصوتا يدعو للتضامن العالمي، وحماية الشعوب الضعيفة، وتقديم حلول واقعية للأزمات الممتدة من فلسطين إلى أزمات اللاجئين والمناخ والأمن الغذائي.
لم يكن الأردن يوما بمنأى عن التحديات الاقتصادية واللاجئين والضغوط الإقليمية، لكن الملك استطاع أن يرسخ صورة الدولة القادرة على الصمود والتأثير في الوقت نفسه. فمن جهة يقود جلالته عملية تحديث سياسي واقتصادي داخلية، ومن جهة أخرى يمثّل بلاده كمدافع صلب عن قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ، هذا التوازن جعل الأردن نموذجا يُحتذى به في كيفية الجمع بين الاستقرار الداخلي والدور الخارجي المؤثر.
في عالم تتنازعه القوى الكبرى، يظهر صوت الملك عبدالله الثاني كصوت الحكمة والاعتدال. خطابه في الأمم المتحدة يعكس إدراكًا عميقًا لتشابك القضايا العالمية؛ من التغير المناخي إلى الأمن الغذائي، ومن النزاعات المسلحة إلى حقوق الإنسان، وهو في كل مرة يضع على الطاولة حلولا عملية، لا شعارات فضفاضة، مؤكّدا أن التعاون والتكامل بين الدول هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات.
ليس غريبًا أن يلقى خطاب جلالته اهتماما واسعًا من قادة العالم ووسائل الإعلام الدولية، التي ترى فيه زعيماً صادقًا لا يتحدث من موقع القوة العسكرية أو الاقتصادية، بل من موقع القيادة الأخلاقية والسياسية، التي تمنح الأردن مكانة أكبر من حجمه، وتجعل منه لاعبا رئيسيا في قضايا المنطقة.
خطاب الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة لم يكن خطابا عابرا، بل رسالة متجددة بأن الأردن، بقيادته، سيبقى صوت التوازن والاعتدال، وجسرا يربط الشرق بالغرب، وعنوانًا للحكمة والإنسانية في عالم يزداد اضطرابا.



