الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    الكرامة لا تُدار بالدبلوماسية الناعمة

    مرة أخرى يخرج علينا نتنياهو بأحلامه عن “إسرائيل الكبرى”، وكأن الأردن أرض سائبة بلا شعب ولا تاريخ ولا هوية. تصريحات هزيلة من رجل مأزوم، لكنها تكشف مرة أخرى أن الردود الناعمة لا تردع، وأن الشجب والاستنكار لم يعد له أي قيمة سوى ملء نشرات الأخبار.

    لسنا بحاجة لمسرحية جديدة من بيانات “نستنكر ونشجب” و”نستدعي السفير لتوبيخه”. هذه الأدوات استهلكت، وشعبنا ملّها. أما الذهاب إلى مجلس الأمن أو هيئة الأمم أو جامعة الدول العربية، فذلك مضيعة وقت مع مؤسسات عاجزة، لا تملك إلا عبارات مطاطية لن تغيّر شيئاً.

    الرد الحقيقي الذي يفهمه نتنياهو ومن على شاكلته: طرد السفير الإسرائيلي فوراً من عمّان، وإلغاء اتفاقيات التطبيع التي تحولت إلى عبء على الأردن وشعبه. هذه هي اللغة التي تُفهم، أما لغة “التحفظ” و”الأسف العميق” فهي أوراق بالية مكانها الأدراج.

    الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني قال كلمته مراراً في رفض صفقة القرن والدفاع عن فلسطين والقدس، والمطلوب اليوم أن يترجم الموقف الشعبي والرسمي إلى خطوات عملية. لا وقت للمجاملات الدبلوماسية، فكرامة الأردن لا تحتمل المساومة ولا تحتمل “البروتوكولات”.

    فلنترك “الديكور السياسي” جانباً، ولنواجه الحقيقة: العدو لا يحترم إلا من يقف بوجهه بصلابة. وطرد السفير وإلغاء التطبيع أقل ما يمكن فعله، أما ما دون ذلك فهو مجرد “تمثيل” لا يليق بتاريخ الأردن ولا بدماء الشهداء.

    بشار حوامدة





    [14-08-2025 09:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع