أحداث اليوم - شهدت أسواق المعادن، أمس، انهياراً تاريخياً في أسعار النحاس، إذ هوَت الأسعار بأكثر من 20% خلال جلسة واحدة، في أكبر تراجع يومي تشهده السوق منذ بدء التداولات على المعدن الأحمر.

جاء هذا الانهيار عقب إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 50% ضمن سياسة تجارية مشددة، كانت الأسواق تخشى أن تطال صادرات النحاس المكرر المستخدم في الصناعة العالمية.

لكن المفاجأة كانت في أن الرسوم لن تُفرض على النحاس المكرر، بل على المنتجات النحاسية شبه المصنعة مثل الأنابيب والأسلاك، ما خفف من حدة التوقعات المتشائمة، وأدى إلى انهيار مفاجئ في الأسعار نتيجة تصفية مراكز شرائية ضخمة في السوق.

هذا الهبوط لم يكن مجرد تصحيح سعري مؤقت، بل مثّل نهاية لرهانات كبرى من قبل تجار وشركات قاموا بتخزين كميات كبيرة من النحاس في المستودعات الأمريكية تحسبًا للرسوم. وقد انهارت علاوة السعر بين بورصتي كوميكس ولندن، التي كانت قد تجاوزت 30%، خلال ساعات قليلة فقط.

الذهب في دائرة الترقب
الأنظار تتجه الآن إلى سوق الذهب، وسط تساؤلات حول مدى تأثره بتقلبات المعادن الأخرى، وخاصة النحاس. فبينما يُستخدم النحاس في الصناعات على نطاق واسع، يُعتبر الذهب تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات الاضطراب الاقتصادي.

وقد يؤدي الانهيار في أسعار النحاس إلى تحوّل المستثمرين نحو الذهب، لا سيما إن اعتُبر ما حدث مؤشرًا على تقلبات اقتصادية عالمية أوسع.

مع ذلك، تواجه أسعار الذهب ضغوطًا من ارتفاع الدولار، في ظل التوقعات بأن يبقي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة مرتفعة أو يزيدها، ما قد يحد من جاذبية المعدن النفيس.

حتى الآن، لم تُسجل تحركات فورية كبيرة في سوق الذهب، لكن الأيام المقبلة قد تكون حاسمة، خاصة مع ترقّب الأسواق لقرارات السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتطورات التجارة العالمية.