الرئيسية
مقالات واراء
أحداث اليوم - رائد سمور
في كلمته التي استمرت ٤٣ دقيقة اختتمها نتنياهو بطلب من أمريكا، العمل على وقف معاداة السامية في أمريكا، بذات السرعة التي انتشرت فيها.
نتنياهو، الذي قصف البيوت، وأحرق الأحلام، وارتكب المجازر، يقف اليوم مذعوراً ليس أمام صاروخ، ولا أمام جيش، بل أمام شيء بسيط وعظيم في آنٍ واحد "الرواية الفلسطينية".
إنه يعرف أن دباباته لا تستطيع أن تدهس وعياً، ولا أن تخنق ضميراً استيقظ.
ولهذا يرتعد.
لهذا يصرخ مطالباً أمريكا بالتدخل، كمن يطلب إنقاذه من طوفان لا يُرى إلا بالعيون الحرة.
نتنياهو لا يخاف الكلمات.
هو يخاف المعنى.
يخاف أن يرى العالم أخيراً الصورة الكاملة:
"أن إسرائيل ليست ضحية كما كذبت لسبعين عاماً، بل جلادٌ يلبس قناع الضحية".
ما يرعبه أن الجيل الجديد لا يبتلع الأكاذيب الجاهزة، ولا يستهلك الدعاية المعلّبة.
جيلٌ يرى الطفل الفلسطيني الأعزل، ويرى الدمار، ويرى السجان الذي يرتدي ربطة عنق ويتحدث عن “الديمقراطية”.
نتنياهو يدرك أن اللحظة التي يتغيّر فيها الرأي العام العالمي ليست لحظة عابرة…
إنها بداية سقوط الرواية الصهيونية من عرشها، ومعها تبدأ عزلة إسرائيل الحقيقية.
إنه الصراع الذي لا تُحسم معاركه بالبارود، بل بالوعي.
وها هو الطاغية الذي قهر الشعوب، يُهزم أمام كلمة، أمام صورة، أمام حقيقة كانت تنتظر أن يفتح أحدٌ عينيه فقط.
نتنياهو خائف… لأن الحقيقة هذه المرة لا يمكنه أن يحاصرها بجدار ولا أن يدفنها تحت ركام غزة.



