الرئيسية صوتنا

شارك من خلال الواتس اب
    جنازة شيرين أبو عاقلة وموت "إسرائيل"

    أحداث اليوم - كتب - رئيس التحرير محمد ابو عريضة

    في مقال للمستشرق الأمريكي د. كيفن بارت، نُشِر مترجمًا إلى العربية قبل خمس سنوات، تنبأ فيه؛ أن "إسرائيل" لن تكون موجودة، مستندًا إلى ما نشرته صحيفة "نيويورك بوست" حرفيًا عن هنري كيسنجر: في عشر سنوات، لن يكون هناك إسرائيل!
    وأنا أشاهد جنود "بيت العنكبوت" الواهن مدججين بالسلاح والتكنلوجيا حتى أخمس أقدامهم، وهم يعتدون على نعش الشهيدة شيرين أبو عاقلة، تذكرت مقال كيفن بارت، فبحثت عنه، وأعدت قراءته، ولأهميته وأهمية الاطلاع على ما جاء فيه، فإنني سأذكر بعض ما جاء فيه، تمهيدًا لمستخلصات، أنا أعتقد أنها أصبحت اليوم أكثر وضوحًا أمام عموم الناس.
    كيسنجر، يهودي وكان مدير مجلس الأمن القومي في حكومة الرئيس الأمريكي نيكسون، وأصبح وزيرًا للخارجية، ومن أكبر داعمي "إسرائيل"، لا يقول، وفق ما أشار كيفن بارت في مقالته محور الحديث، إن "إسرائيل" في خطر، ويمكن إنقاذها، بل يقرر أنها لن تكون موجودة في العام 2022. أي هذا العام، فهل هذا قريب للعقل، ويمكن تصديقه؟
    يشير كيفن بارت إلى أن 16 وكالة استخبارات أمريكية، قبل عشر سنين، أصدرت تحليلًا من 82 صفحة، عنوانه: "الاستعداد لشرقٍ أوسطي بعد إسرائيل!
    طبعًا يتناول بارت في مقالته تفاصيل أخرى كثيرة عما أصدرته وكالات الاستخبارات الأمريكية، بخاصة ما يتعلق بالمستوطنين في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة، لكن الأهم ما أشار إليه التقرير الاستخباري عن الموقف الأمريكي، فقد أكد أن الحكومة الأمريكية، في ضوء الحقائق على الأرض، لا تملك الموارد المالية والعسكرية للاستمرار في دعم "إسرائيل" ضد رغبات مليار مسلم يعيشون جوارها.
    الأخطر أن كيسنجر ومن كتب تقرير الاستخبارات الأمريكية لن يندبوا "إسرائيل" إن هي ماتت، ويفسر ذلك كيفن بارت بقوله إن الأمريكيين المهتمين بالشؤون الدولية قد ملّوا العناد والتعصب "الإسرائيلي"!
    هناك عامل آخر، وفق كيفن بارت، يتمثل في الحقد الذي يحمله الأمريكيون تجاه قوى الضغط الصهيونية داخل أمريكا، ففي كل مرة يُطرد صحفي أمريكي مشهور لخروجه على النص تجاه "إسرائيل"، كما حدث لهلن طومس ورِك سانشيز، تتعاظم قوة ردة فعلٍ غير مرئية على الأغلب، وهو ما يزيد من حدة الكراهية الكامنة تحت السطح لـ"إسرائيل. ناهيك عن القناعة المتشكلة لدى شريحة واسعة من الأمريكيين أن المتعصبين لـ"إسرائيل" هم من جرّوا أمريكا إلى احتلال العراق.
    يوجد عامل آخر غير متضح المعالم لتنامي كراهية الأمريكيين لـ"إسرائيل"، لكنه موجود، يتمثل في أن قناعة أخذت تتسلل بحذر وتؤدة أن لـ"إسرائيل" دور بارز في أحداث 11 أيلول 2001، وانهيار برجي التجارة العالمية، وموت أكثر من ثلاثة آلاف أمريكي، وإصابات آلاف آخرين.
    بالنتيجة، وفق ما أرى، أن "العناد والتعصب الإسرائيلي" هي كلمة السر في فناء "إسرائيل"، فالغرب، وعلى رأسه أمريكا، حاولت منذ مؤتمر مدريد عام 1991، تحويل "إسرائيل" من حركة صهيونية – عصابة أو دولة ميليشيوية– إلى دولة عادية، تعيش مثل غيرها، غير أن هذه الدولة المليشيوية ببنيها عصابة غير قادرة على التحول إلى الصيغة التي يريدها الغرب، حتى لو أرادت هي ذلك.





    [14-05-2022 11:12 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع