الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    حتى نلتقي - كوع وبوع

    الصراع على الظهور الإعلامي الحقيقي والمزيف أصبح الشغل الشاغل لكثير من الشخصيات، والهم الأكبر للتافهين من البشر الذين يمثلون قيمًا مكروهة أو استهلاكية بالدرجة الأولى.
    إعلاميو المرحلة إما مدفوع الأجر أو مدفوع بالكره والحقد، وحاشا وكلا أن يكون مدفوعًا بالحب، إعلاميو المرحلة وحتى نميز الخبيث من الطيب ، لم يدرسوا علم الصحافه، كانوا هنا أو هناك في دورة منهم من ارتقى بهذه الدورة ومنهم من أصابه الغرور لوجود شهادة بلاستيكية يحميها قانون حرية العمل وليس حرية الصحافة، فأصبح يضرب يمنة ويسرة وهو يرى في نفسه المدافع عن الحريات، ولكنها في الواقع يدافع عن فكرة أو شخص معين ولا يحيد عن ذلك، لذلك من السهل أن تميز الخبيث من الطيب، وأما النوع الثاني فهو الذي لا يدرك الفرق بين الكوع والبوع، ينادي ليل نهار، بالحوادث والمصائب، وكذب فلان وقال فلان، هذا النوع للأمانة لم يطلق على نفسه أسم صحفي ، بل همه أن يتابعه أكبر عدد من الناس حتى يستطيع نشر إعلانات مدفوعة الثمن لأصحاب التجارة.
    أي إعلام هذا؟ أي منحدر ومنزلق؟ أي تفاهة نعيش؟ لو جمعنا كل كلمات الدنيا لن تحرك صخرة من الطريق، من يفعل ذلك غالبًا من يهمه الأمر، قد يدعي أحدهم أن الكلمات هي الذي أجبرت العامل أو المسؤول على التحرك، ربما، وربما تكفي لأنها تحتمل الصواب والخطأ، وفي الغالب أن قيم العامل والموظف الحقيقي والشخص المسؤول هي التي تقبل الكلمة، فعندما تتوافق الكلمة مع القيمة يكون التحرك.
    لا مانع أن يكون الفرد مؤثرًا في مجتمعه حتى بدون ألقاب وشهادات ولكن غياب الموضوعية أوصلنا إلى الحضيض، فمن لم يدرك ولم يغص في أعماق بحر الإعلام سيبقى على الشاطئ ويصف لنا الأعماق.
    هذا الواقع لا يبشر بخير فالصحافة المأجورة ستبقى مأجورة ولو زُينت بأجمل الأوراق، قليلون هم المستقلون بأفكارهم ورؤيتهم، تراهم يبحثون عن الموضوع وليس الشخص، ولا تحتاج إلا لجولة صغيرة في وسائل التواصل والشبكات الإعلامية حتى تدرك مَن الصحفي ومن الصحيفي ومن يحاول جاهدًا أن يصل لدرجة صُحيييفي، (في محاولة مني للتعبير عن تصغير التصغير لكلمة صحفي).
    نحن أمام تحد كبير بين الغث والسمين بين المختص والحاقد، بين من يمتهن ويتخلق في المرحلة الأولى بأخلاق الصحافة النزيهة ويرى فيها أمانة وبين من يرى فيها بوقًا لتمجيد الشخص.
    ما زلت أرى في مهنة الأعلام ككل أمًل، أما أولئك الذين لا يفرقون بين الكوع والبوع فهم قلة تباع وتشترى كانت وستبقى في جميع الحضارات، سوى أن ما يقلقني هو كثرة جعجعتهم وأصواتهم النشاز وعمى الألوان الذي يصيبهم منذ اللحظة الأولى، هؤلاء بحاجة سريعة للعلاج ودخول مرحلة الفطام.
    وحتى نلتقي، الصحافة مهنة رسالة في الدرجة الأولى ليست لهواة العبث وليس كل من حمل آيفون أو سامسونج صحفي، المهنة لها أخلاقها وعلمها ومبادئ وأصول، لا داعي لأن تكون خريج جامعة ولكن عليك أن تسبر غورها وتدرك عمقها ومكنونها، وتقف موقف الحياد عند العمل، وتفرق بين الرأي الشخصي والصحافة.
    عندئذٍ نضع النقاط على الحروف ونقول هذا ونشير إليه بالبنان صُحفي وذاك صحيييفي.





    [04-02-2022 04:15 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع