الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    النابلسي : دعوتكم كلنا نعرفها !

    أمين عام حزب الإخوان المسلمين السيد مراد العضايلة يصرح للقدس العربي وحسب مقال بسام بدارين على صفحته:

    "بأن هنالك ضغط شديد داخل جمهور التيار الإسلامي باتجاه يدعو إلى العودة إلى فكرة الدعوة وتبليغ الناس والابتعاد التام عن العمل السياسي بسبب إنسداد أفق العمل السياسي على المستوى الوطني"

    لا يا سيدي الفاضل، هذه المظلوميات والبكائيات لم تعد تنطلي على أحد، فأنتم شاركتم في اللجنة الملكية ووافقتم على جميع مخرجاتها، ولم تتحفظوا إلا على الأمور التي تعتبرونها متعلقة بالدين وهي ليست كذلك، مثل مادة إزالة التمييز ضد المرأة، والتي اعتبرها الزملاء والزميلات الأفاضل في اللجنة من حزبكم – تحت ذهول باقي عضاء اللجنة – بأنها من متطلبات سيداو، الفزاعة المفضلة لديكم لكي تتظاهروا بأنكم حراس الطهارة والفضيلة...

    ولكنكم أجزتم ووافقتم ولم تعترضوا ووقعتم بالحبر على باقي المخرجات التي توافقنا أنها ستؤدي تدريجياً إلى أحزاب برامجية قوية وحكومات برلمانية منتخبة وحياة سياسية لم يكن "أفقها مسدوداً" قبل أشهر كما تزعمون اليوم...

    وما هي بالله عليكم "فكرة الدعوة وتبليغ الناس" هذه التي تهددون أنكم ستعتزلون السياسة والعودة لها؟

    دعوتكم يا سيدي الفاضل كلنا نعرفها وهي لا تتجاوز الدعوة المستمرة إلى تحريم الفن وتحريم الموسيقى وتحريم المهرجانات السياحية وتحريم معايدة أهلنا في أعيادهم أو الترحم على موتاهم وتفسير الزلازل والكوارث على أنها غضبٌ إلهي على لباس أمهاتنا وبناتنا إلى آخره من باقي لب دعوتكم وخلاصتها...

    دعوتكم نحن بغنىً عنها يا سيدي الفاضل، فالأردنيون والأردنيات ليسوا من كفار قريش لكي تقوموا أنتم بتبليغنا بدين الله، وعليكم اليوم أن تراجعوا أدبياتكم التي تُكَفِّر المجتمع برمته وتعتبره "جاهلياً" كما فعل سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق" وتتخلوا عنها، وعليكم أن لا تهربوا من المواجهة السياسية بحجة مظلومية كاذبة سئمنا من تكرارها وأنتم الحزب الوحيد الذي خلت له الساحة يعبث بها لوحده لعقودٍ من الزمن...

    نعم يا سيدي الفاضل، عليكم أن تنزلوا إلى الميدان وتطرحوا برامجكم الواقعية والقابلة للتطبيق وتقدموا طروحاتكم العملية لحل مشاكل الناس الاقتصادية والاجتماعية عن طريق خطط دنيوية، لا أن تدّعوا حصانة إلهية كاذبة وتختبئوا خلف شعارات مزيّفة مثل أن "الإسلام هو الحل"، فأنتم لا تحتكرون الإسلام لحزبكم، ولم يخوّلكم أحد للتكلم بإسم هذا الدين العظيم ولا بإسم نبيه الكريم، نبي الرحمة والخلق العظيم...

    أم هل أنتم خائفون من تكرار ما حصل لكم في المغرب وفي غيرها من الدول بعد أن اكتشف الناس أن الإسلام السياسي هو أكبر خدعة تجرعتها الشعوب في آخر مئة عام؟

    أنتم للأسف ألد أعداء أنفسكم، وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ ولكن كانوا أنفسهم يَظْلِمُون...

    صدق الله العظيم





    [16-01-2022 04:51 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع