الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    في ظل الحجر المنزلي .. تضاعف استهلاك الأردنيين للتبغ
    سجائر / ارشيفية

    أحداث اليوم - في ظل الدعوات الدولية والحكومية الحثيثة لاتباع سلوكيات صحية سليمة للحد من خطورة فيروس كورونا ، لاقت منتجات التبغ والدخان في هذه الفترة اقبالا و"شراهة" اكثر من الاشخاص المدخنين،، فقد تضاعف الاستهلاك اليومي للفرد الواحد من التبغ ومنتجاته .

    خبراء عزوا اسباب هذا الاقبال لانعدام الانشطة التفاعلية ما بين الافراد والمجتمع وهروبا من الواقع ومادة لتمضية الوقت في ظل كم الاحداث المتسارعة في هذه الازمة.

    وقال مالك بقالة في عمان تضاعف الطلب على الدخان الى مايقارب الخمسة اضعاف في مدة الحجر المنزلي الذي فرضته الحكومة اثر جائحة كورونا وبدء رمضان.

    واضاف ان الكثير من زبائن البقالة كانوا يشترون في اليوم الواحد " علبة دخان" الا ان اجراءات "حظر التجول" ضاعفت الاستهلاك الى مايقارب الخمسة اضعاف في اليوم الواحد.

    وبرر صاحب البقالة سلوك الافراد الشرائي نظرا للمكوث في المنزل مطولا دون انشطة حركية او رياضية وخوفا من الانقطاع عنه عند فترات الحظر الشامل وفي الفترات المسائية من اليوم.

    وقالوا ان الكثير من المواطنين يقصدون المحال بشكل يومي للتزود بمونة اليوم -حسب وصفهم- من " معسل وفحم" او شراء مستلزمات الاراجيل.

    ولاحظ مالكو المحال التجارية انه عند حلول الساعة الثانية عشرة ظهرا تنفد علب الدخان من البقالات ومحلات البيع واحتكار البعض لانواع معينة لبيعها باسعار مرتفعة نتيجة الطلب المتزايد.

    وبالرغم من ارتفاع اثمان الدخان المحلي في فترة الحظر بحسب مدخنين، الا ان بعضهم اشتكى من رفع اسعار الدخان الذي كان اشبه بالسوق السوداء لدرجة بيعه (بالخفاء) اذ وصل سعر العلبة الواحدة الى اربعة دنانير للمنتج المحلي، في حين ان سعره الاصلي لا يتجاوز 1.80 قرشا بينما وصل سعر علبة الدخان للمستورد 6 دنانير الا ان الامور عادت لطبيعتها بعد فك الحظر الجزئي.

    في ذات السياق اكد دكتور علم الاجتماع حسين الخزاعي ان التدخين بشكل عام كله اضرار وعلى مختلف الصعد سواء الصحية او الاجتماعية او الاقتصادية.

    وقال الخزاعي ان المدخنين هم اكثر عرضة للاصابة بفيروس الكورونا نظرا لنقص المناعة التي تحدثه عملية التدخين على جسم الانسان بالاضافة الى ان اسباب في تراجع صحة الفرد تكون بسبب التدخين.

    اما في ما يخص الجانب الاجتماعي اشار الخزاعي الى السلوك الفردي الذي يرمي بثقاله على باقي افراد الاسرة ويتسبب حيالهم بالتدخين السلبي، كما و تكمن تبعاته الاقتصادية على الافراد جراء استهلاك الكميات الكبيرة منه على دخل الفرد.

    ورجح الخزاعي ان ابرز الاسباب التي دعت الكثيرين الى استهلاك التبغ بشكل اكبر في مدد الحظر نتيجة عدم اشغال الوقت بالشكل الصحيح وضعف استثمار الوقت بشكل ينمي المواهب وعدم الالتفات الى انشطة ذهنية وبدنية، اضافة الى الدافع الاكبر المتمثل بالهروب من الواقع والقلق النفسي والاجتماعي جراء هذه الازمة العالمية.

    ولفت الخزاعي ان رمضان فرصة سائغة للمدخنين للتوقف عن هذه العادة السلبية نظرا لانقطاع الطويل عنه لما يقارب 14 ساعة يوميا الذي يترك اثارا وخيمة على الفرد فترة النهار من عصبية وتوتر نتيجة انقطاعه عن التدخين.

    مساعد الامين العام للرعاية الصحية الاولية سابقا الدكتور عادل البلبيسي قال ان التدخين عموما مضر بالصحة الانسانية بشكل عام الا ان استهلاكه في مدد الحظر كان لافتا بشقيه السلبي والايجابي " اي للمدخنين وغير المدخنين.

    واكد البلبيسي ان اصابة الشخص المدخن بفيروس كورونا تكون اكثر من غيره وتكون اعراض المرض اكثر قساوة من الاشخاص الاعتياديين نظرا لاضراره البالغة على الجهاز التنفسي والرئتين.

    بدورها قالت الخبيرة في الإرشاد و الصحة نفسية سماح عبد الهادي يعتبر التدخين سلوكا ضارا يلجأ إليه الكثيرون كممارسة للترويح عن النفس و إقناعا غير منطقي للذات بتخفيف الالام و التسلية و قضاء وقت الفراغ .

    واضافت عبد الهادي بالرغم من معرفة الجميع بأضرار التدخين و آثاره السلبية على الفرد و المحيطين به إلا أنه يعتبر من أكثر السلع تداولا و التي حرص الكثيرون على تموينها فترة الحظر المنزلي مثلها مثل الخبز و الأساسيات، لأن المدخن لديه قناعة مؤكدة بأن الدخان هو ما يعطيه السعادة و يخفف توتره و يساعده على قضاء وقت الفراغ خلال العزل لأسباب تتعلق بإعطاء السيجارة إحساس المتعة للمدخن لتأثيرها على نظام الدوبامين في الجسم فهي بذلك تكون مصدر تعزيز داخلي إيجابي لهذا الشخص و تدفعه لتكرار السلوك مرارا خاصة في أوقات الأزمة.

    واشارت عبد الهادي ان ما يزيد الأمر خطورة إذا ارتبطت عادة التدخين" السيجارة أو الأرجيلة" بأجواء اجتماعية عائلية لاضاعة ساعات الحجر الطويلة في استنشاق سموم من شأنها إحداث تلف كبير في أعضاء متعددة من جسم الإنسان.

    واكدت عبد الهادي ان زيادة الاستهلاك ونفاد الدخان من محلات البيع من منتجات التبع تفيد بان المجتمع أمام كارثة حقيقية من جميع النواحي النفسية و الاجتماعية و الصحية و التي لا يخفى على أي منا أثرها السلبي على القلب و الدماغ و الأعصاب و العظام و الوفاة في كثير من الأحيان , كما أنها تؤثر على مناعة الجسم مما يجعله عرضة للإصابة بفيروس كورونا و غيره من الفيروسات.

    وتابعت عبد الهادي الاثار الانفعالية و النفسية واثرها على المدخن التي تجعل منه في حالة توتر و عصبية عند غياب هذه المادة مما يجر وراءه العديد من المشاكل ويضعف من إنتاجيته و يحد مشاركته المجتمعية نتيجة عدم قدرته على التعامل مع المشاكل بهدوء و اتزان.

    ودعت عبد الهادي الى محاربة هذه الآفه المجتمعية بكل طاقاتنا و نعمل على اقناع الأفراد و طريقة تفكيرهم بأن هذا السلوك لا يحمل أي أثر إيجابي، و أن الحاجة للتدخين مهما كانت جامحة فإنها قد تنتهي في غضون دقائق بمجرد مقاومتها تباعا.

    وطالبت عبد الهادي ايجاد تعاون جهات عديدة في الحد من هذا السلوك و سن قوانين صارمة للحد من انتشاره بهذه الدرجة لما فيه مصلحة الأفراد و المجتمع . الراي





    [04-05-2020 12:32 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع