الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    بين أميركا وبريطانيا

    قلبت صحيفة الجاردينز المعادلة فكتبت عن المئة يوم لترامب فوصفتها بعكسها: أمة واحدة وترامبان! مع حكم يصل حد البذاءة: طيلة ثماني سنوات كنا نقبل مؤخرة رئيس لانه.. اسود، ولم يكن يفعل شيئاً، هذا الترامب يضرب كما يجب.. انظر ماذا فعل في سوريا.

    فقراء مناطق اميركية لا تبعد كيلومترات تقول ان ترامب لن يفعل شيئا للفقراء والسود، انه يعطي الاغنياء من اموال الفقراء القليلة.

    والصحيفة البريطانية ترصد التقاطعات الاميركية بشيء واحد: اميركا واحدة بترامبين: ترامب اللعبة الدعائية، وترامب الذي اعتاد البيت الابيض بسرعة بينما تكتفي زوجته بالشقة الذهبية في عمارة ترامب.

    ترامب الان يكتفي من الثرثرة الزائدة بالصمت الزائد، فهو يقول ببساطة: انا لا ادلّ عدوي بخطوتي القادمة، وسأهزمه بالصمت الذي يجعلك لا تعرف ما الذي ينتظرك؟ وما هي خطوتي القادمة؟

    الصحفي البريطاني الذي رصد اميركا الواحدة في ترامبين، يضيء المشهد كما لو ان ما يجري في اميركا هو ما يجري في بريطانيا، مع ان الدستور الاقدم في العالم، والديمقراطية الامثل تعطي لرئيسة الوزراء حل مجلس العموم متى شاءت، بتوقيع جلالة الملكة طبعاً، وتجري انتخابات جديدة متى شاءت، وتعيد وزارتها بالشكل الذي تريده إلا إذا سقطت انتخابياً كما سقط بطل انتصار بريطانيا في الحرب الثانية، ولم يفطن المحافظ الذكي الى ان خصمه العمالي كان يشغل وزارات الخدمات في «ائتلاف كل بريطانيا» لمواجهة الوحش النازي، وان وزراء العمال ابدعوا في ترتيب الخدمات التي كانت وزاراتها من حصتهم.

    حصيلة الصحيفة البريطانية من رصدها الاميركي هي نمط من الاسقاط البريطاني على حالة اميركية، فهي تريد ان تقول: اميركا غير منقسمة الى اميركيتين، لكن ترامب اصبح ترامبين، وان احدهما هو الرئيس الحقيقي للولايات المتحدة.





    [01-05-2017 10:52 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع