الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم - بقوة بأس وعزم كما هي جبال الكرك الشماء، نعى علي الشمايلة والد الشهيد البطل ضياء الشمايلة، الذي استشهد وهو يدافع عن أرضه، يرخص دمه فداء لوطن أحبه وآمن به لترتقي روحه شهيدا خلال العملية الارهابية الجبانة في مدينة الكرك.
«كم تمنى ابني الشهادة وكان يرددها دوما» ليكون له ما أراد وليكتب له الله الشهادة ويخضب بدمه الطهورأرض الوطن، جنبا الى جنب مع اشقائه من منتسبي القوات الامنية والمدنيين في الحادثة الارهابية التي حاولت فيها عصابات الارهاب النيل من وطن أحبه الاردنيون كما أحبوا أولادهم.
كلمات صدحت من حنجرة الوالد الذي لم يمض على استشهاد ابنه سوى يومين، وهو يقول « ليس للكرك وحدها بل للوطن كل الوطن» فيما ينظر بعيون الرجال الصابرين القابضين على الوجع في كرك الشموخ والكبرياء.
يحدث والد العريس الشهيد الشمايلة الحضور في بيت العزاء - الذي زارته «الرأي» - عن خصال ابنه الشهيد وقصة استشهاده التي لا تشبهها قصة أخرى.
لكل شهيد قصة تختلف في الحضور والتفاصيل وتجمعها البطولات والتضحية وقاسمها المشترك حب الارض والوطن وبذل الروح رخيصة فداه.
ويقول، خرج ابني لحظة سماعة دخول الارهابيين قلعة الكرك، وكل شيء في داخله يرفض أن ينال الارهابيون من هذه القلعة، التي بقيت ردحا من الدهر رمزا لشموخ أبناء المدينة وعزتها ليفتدي القلعة وهي وطن، بدمه الطاهر.
في يوم الاحد 18/12/2016 هب أبناء الكرك للوقوف الى جانب الوطن، فزعة ونخوة وحمية، هبوا من كل حدب وصوب، من كل قرى المدينة الجنوبية عيونهم على قلعة الكرك وفي قلوبهم الوطن وكل شبر من ترابه، ليفتدوه ويدافعوا عن حبات ترابه التي جبلت يوما بعرق الاجداد وقطرات دمائهم.
بمشاعر اختلط فيها الفخر والكبرياء بشيء من الغضب، استقبلت بيوت عزاء الشهداء في مدينة الكرك التي قدمت 4 زهرات من خيرة شبابها جموع المعزين من كل شبر في انحاء الوطن من مدنه وقراه ومخيماته وبواديه لتشهد هذه الجموع على وحدة شعب ووطن وقيادة قل مثيلها.
في بيت عزاء الشهيد، كل الشباب أشقاؤه وكل الرجال هم اهله، والجميع كان يتمنى لو كان مكان الشهيد، فيما حظي كل من عرفه حيا بشرف الحديث عن حياته، ويستمر الوالد يحدث الحضور عن قصة ابنه الشهيد، وهو يعلم يقينا أن ابنه حي يرزق يستمع اليه من عليين.
وفي مكان ليس ببعيد في بيت عزاء الشهيد البطل المقدم سائد محمود المعايطه، يكتظ المكان المهيب بالحضور ويتهامس الشباب رفاق الشهيد يستذكرون خصاله ويتحدثون عن شيمه وشجاعته وقصة استشهاده.
قال والد الشهيد البطل محمود المعايطة « سائد ارتقت روحه فداء للوطن و كل ابنائي فداء للوطن» مضيفا « استقبلت نبأ استشهاده بالتضرع الى الله ان يكتبه شهيدا».
والد الشهيد البطل المعايطة تحدث عن شجاعة ابنه القائد الذي تقدم الصفوف وكان في الامام، وعن واخلاصه لعمله وهو الذي لبى نداء الواجب وضحى بنفسه في هذه العملية من أجل تخليص الرهائن، الذين احتجزهم الارهابيون ليصاب بأكثر من رصاصة قبل أن ترتقي روحه شهيدا وهو قابض على سلاحه يدافع عن الوطن والكرك والقلعة.
ويتكرر المشهد في بيوت العزاء على امتداد رقعة الوطن الجغرافية ففي كل شبر شهيد وفي كل قرية مشاريع شهداء يتنظرون أن يحظوا بمكانة الشهداء وهم الشجعان، لتخلد اسماؤهم في اهازيج ينشدها الشباب في الافراح.
انتهت عملية الكرك الارهابية وارتقت ارواح شهدائها الى السماء في عليين، واندحر الارهابيون فيما تستمر الكرك بتقديم قوافل الشهداء في سبيل الاردن وفلسطين والعروبة والاسلام، وهي المدينة الجنوبية الصلبة، التي خضبت دماء ابنائها الطاهرة ارض الوطن بلون احمر قاتم، واختلطت بدماء زملائهم ممن استشهدوا بذات العملية الارهابية، لينعم الاطفال بدفء بيوتها في شتاء بارد.



