الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم - المشكلة ليست وليدة اللحظة او المرحلة فعزوف الاردنيين عن الاحزاب مشكلة مزمنة، والمشكلة انه كلما تقدم الزمن تأخرنا في حل مشكلة الاحزاب وانحسر دورها اكثر فاكثر في الحياة العامة، في وقت تتجذر الحياة الحزبية في الديمقراطيات المتجذرة، وتسعى اليها بقوة الديمقراطيات الناشئة في المنطقة والعالم.
ولم يترك برنامج الاصلاح السياسي الاردني فرصة في منظومة التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسية الا واكد على دور الاحزاب واهميتها ووجوب تنميتها وتغير البيئات المناسبة لنهوضها من سباتها العميق وتحفيز الناس للانضواء في التجارب والتيارات الحزبية المختلفة كل حسب فكره وتطلعاته ورؤيته لاهمية المسار الحزبي في اثراء الحياة العامة بكافة مفاصلها.
واذا كانت المشكلة تكمن في الزحام الذي يعيق الحركة، بوجود عشرات الاحزاب المرخصة والمتشابهة الاهداف والرؤى والادبيات ، فان الدعوات المتكررة انطلقت في كافة المناسبات لمعالجة هذه الظاهرة والتوصل الى مقاربات تخلق ثلاثة تيارات حزبية عريضة تمثل الوان الطيف الحزبي الرئيسية في اليمين والوسط واليسار، ونادى جلالة الملك في اكثر من مناسبة الى التوصل الى مثل هذه التيارات كتأكيد على اهمية الحياة الحزبية الفاعلة المؤثرة في برنامج الاصلاح الاردني الشامل وتجذير التجربة الديمقراطية. وفي الحقيقة فان العوامل التي كانت تعيق تقدم الحياة الحزبية، زالت في معظمها ، فلم يعد هناك من يلاحق الحزبي ولا يضيق عليه، كما ان هذه الفكرة زالت من عقول الناس ووجدانهم فلم يعد الحزب « بعبع « لا يمكن الاقتراب منه ، او ان ذلك سيتسبب بالاذى له ، فالحزب المرخص بات مؤسسة قانونية، مثلها مثل اي اطار قانوني يعمم على الساحة بشكل مشروع وواضح ولا غبار عليه.
ومع ذلك فان الاحزاب لم تستطع النهوض، وكان الاخفاق تلو الاخفاق ، وتخلو المقرات الحزبية، الا من قلة من الرواد، لا تتعدى القيادة الحزبية في اوقات المناسبات المحددة ، وقلة من الناس تعرف مقار الاحزاب ، وان شاهدتها فان الموسف انه تكون مناسبة للتندر او الاعتراض على واقعها، وبالذات بانها ما هي الا واجهات سياسية لقياداتها التي لا تتعدى اصابع اليد.
ولكن ولكي تاخذ القصة اوجهها كافة، وحتى تكون القراءة كاملة وموضوعية ، فان الاردنيين المسيسين بحكم التجربة ، ووقوع المملكة في وسط اقليم ، السياسة في مركز حياة الناس اليومي ويتعاملون معها بكافة تفاصيلها وتداعياتها ، كما ان سياسة الانفتاح والتجربة الديمقراطية التي تعيشها البلاد وتتطور ويتوالي تنفيذ استحقاقاتها، الا ان هذا الاهتمام والتركيز من قبل الاردنيين لم تترجم بالذات بعكس هذه التجارب وتراكم الخبرات على اثراء حياة حزبية وتنميتها ومد يد العون لها للنهوض وبقي الامر كله في خانة نقد الاحزاب واتهامها بالفشل والنكوص والعوز الى الكفاءة والفاعلية.
في الاسرة الاردنية الطفل منذ يشب على الحياة يبدا التعاطي مع السياسة، فالعائلة تصبح وتمسي على متابعة الاحداث، وتنافش كافة السياسات والتطورات على المستوى الوطني والاقليمي والدولي ايضا، وتجد افراد العائلة، لديهم مصادر كثيرة ومتنوعة لمتابعة الاحداث، ولا ينقطعون عن المتابعة، وينشطون بشكل مكثف على كافة مواقع التواصل الاجتماعي ، بل ويدلون باراء وتحليلات تدل على عمق المتابعة والاهتمام والتركيز، الا ان الاجندة اليومية للاردنيين ما زالت تخلو الى حد بعيد من ادنى اهتمام بواقع الحياة الحزبية على اهميتها بل وتبقى هذه المسألة التي تقع في مركز الاهتمام السياسي في ذيل قائمة اهتماماتهم ؟!.
صحيح ان اهل الحياة الحزبية يتحملون مسؤولية اساسية على الواقع الذي تعيشه الاحزاب، لكن ما الذي يمنع ان يلقي الاردنيون بالكرة خصوصا من فئة الشباب الكرة في ملعب الاحزاب وقياداتها ويتولون زمام المبادرة في احياء واثراء حياة حزبية حقيقية وفاعلة، فبرنامج الاصلاح الاردني يتسع لاكبر بل ويحث ويرتكز الى اهمية اكبر مشاركة في صنع القرار الوطني عبر كافة الاطر والحياة الحزبية الفاعلة لها دورها الحيوي في كل ذلك.



