الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم - كتب عصام قضماني
الإختراق الإقتصادي الذي سجله جلالة الملك عبدالله الثاني للقارة السوداء بدءا بكينيا ها هي ثماره تؤتي أكلها في النتائج التي حققها الأسبوع الأردني في كينيا والذي إفتتحه مندوبا عن جلالته نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، وزير الدولة لشؤون الاستثمار، الدكتور جواد العناني، في العاصمة نيروبي، بمشاركة واسعة من القطاع الخاص الأردني.
هذه هي عتبة جديد يضعها جلالة الملك في متناول يد القطاع الخاص الأردني لفتح أسواق جديدة أمام الصادرات الأردنية في أفريقيا وهي الأسواق الواعدة ليس فقط لتعويض خسارته من إغلاق وتعثر أهم أسواقه الإستراتيجية بل لبناء وفتح آفاق رحبة تمكنه من عبور جدران كانت مغلقة أو بعيدة المنال في ظل منافسة ليست سهلة , هذه هي الفرص التي طالما تحدث عنها جلالته الذي يشغل تفكيره ويحتل أولوية أجندة عمله مساعدة القطاع الخاص للتوصل الى حلول عملية وذات جدوى .
أفريقيا سوق واعدة تزخر بالثروات وهي سوق استهلاكية كبيرة و بناء علاقات تجارية وإستثمارية لتشبيك المصالح المشتركة مع دولها يعني النجاح في تحقيق انجازات سياسية واقتصادية وتجارية واستثمارية مستمرة .
العبور الملكي الى افريقيا والانفتاح عليها لم يكن الأول من نوعه فقد بنى جلالته منذ تسلمه العرش علاقات صداقة مع زعماء القارة ولم يتأخر في توفير وسائل الدعم والمساندة لقضاياها وهي رؤية استراتيجية لبناء جسور الثقة .
يعكس الإهتمام الكيني سواء من طبقة المسؤولين ورجال الأعمال والشركات بالأسبوع الأردني القيمة والأثر الذي خلفته الزيارة الملكية للعاصمة نيروبي فقد مهدت الطريق لهذا النجاح وعلاماته توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التبادل التجاري والاستثماري وقد حظيت أكثر من 60 شركة أردنية عرضت منتجاتها بإهتمام السوق الأفريقي كله فإنضم .
رجال الأعمال من تنزانيا وأوغندا الى نظرائهم الكينيين في دائرة الإهتمام ووفرت كينيا بحق العتبة الأمثل للولوج الى أسواق إفريقيا عبر مختلف القطاعات , الإنشاءات، والتعدين، والصناعات الغذائية، والدوائية، والكيماوية، والزراعية، ومنتجات البحر الميت، والمستشفيات، وتكنولوجيا المعلومات، والاستشارات الهندسية، والصناعات الكهربائية وهي صناعات ملائمة لإقصاد كيني يمتاز بسوق واعدة وخصبة للأعمال وللمنتجات الصناعية عالية المستوى ينوف عدد السكان فيها على ال 40 مليون نسمة ويبلغ الناتج المحلي الإجمالي لإقتصادها 45.31 مليار دولار ويحقق إقتصادها نموا بنسبة 5.1% ونسبة البطالة فيها 8.6% ونسبة التضخم: 5.8% ويبلغ دينها الخارجي : 12 مليار دولارأما أهم المنتجات فيها فهي الشاي، البن، الذرة، قصب السكر، الفولاذ، تكرير النفط، الألومنيوم.
نقرأ رسائل الملك عبر هذا الجهد بإتجاهين , أما ما هو للخارج « تعالوا الى الأردن الفرصة « وهي للداخل « قدموا للعالم نموذجا يحسن التحدي .
لكن الأهم هو أن الاضطرابات في المنطقة التي رتبت أعباء كبيرة على الأردن يمكن أن تشكل في ذات الوقت فرصة كبيرة لتحقيق فوائد للاقتصاد بحسن الادارة والجرأة في إتخاذ القرارات وتنحية الحساسية المفرطة في التعامل مع هواجس وتداعيات هذه الاضطرابات ,لأن حاجة الأردن للاستثمار, ليست ترفا , بل هي حاجة إقتصادية بإمتياز وإجتماعية وسياسية في آن واحد , , فليس أحوج من الأردن الى تدفقات نقدية مباشرة في ظل العجز في الموازنة وفي الحساب الجاري وفي ظل إرتفاع البطالة وتراجع مستوى المعيشة , أهم مصادر تمويل مواجهة هذه المشاكل تكمن في.
الملك لا يهدأ ولا يكل بين السعي لتلبية حاجات الوطن والمواطن وفك تعقيدات قضايا الاقليم , وعلينا أن لا نكل ولا نهدأ ولا نترك جهدا ممكنا لإستثمار هذه الفرص .



