الرئيسية
أحداث محلية
أحداث اليوم - ما كان جلالة الملك عبدالله الثاني خلال اللقاء الذي جمعه ورؤساء الجامعات الحكومية يوم أول من أمس، في حاجة إلى تذكير أبناء شعبه وخصوصاً أبناءه وبناته طلبة الجامعات بالبديهية المعروفة لكل الأجيال وهي أنّ دور العلم بدءاً من المدارس وليس انتهاء بالجامعات هي لكل أبناء الوطن وبناته وبالتالي هي المكان الذي ينهل منه طالب العلم المعرفة والسلوك القويم ويتغذى بما يريد من علوم ويستزيد بما يناسب طموحه وقدراته في أجواء يجب أن تكون وبالضرورة هادئة وباعِثة على الابداع والابتكار والتأمل لا أن تكون ملاذاً للعنف أو الفئوية أو العصبيات والنزعات الثأرية والمناكفات.
لهذا ومن أجل أن تكون الأمور واضحة لا تشوبها أي شائبة ولا تحتمل أي تفسير آخر غير ما انطوت عليه كلمات جلالة الملك التي اختارها قائد الوطن بعناية ومقصودة في كل حرف منها قال جلالته في حسم: إننا لن نسمح ولن نقبل باستمرار العنف الجامعي، فالتجاوز على القانون مرفوض ومُدان ولا يوجد أحد فوق القانون، سواء من الطلبة أو من العاملين في الجامعات..
رسالة واضحة لا تحتاج إلى تفسير، ولا تقبل أي تأويل، فأي عنف أو تجاوز أو خروج على القانون سيواجه بالقانون وحده ولا شيء سواه، هذا ينطبق على الطلبة كما على كل العاملين في الجامعات ولهذا لا يُوهِمنّ أحد نفسه، بأنه سيكون تجاهه أي تسامح أو صرف للنظر عن أي عنف أو سلوك غير مألوف يصدر عنه ولقد وضع جلالة الملك الأمور في سياقها الطبيعي والقانوني: العنف الجامعي – خط أحمر، ويجب ان يتوقف، ولأن جلالته يتعامل مع أبنائه الطلبة بكل أبويّة وصدر رحبٍ وهامشٍ واسعٍ فإنه أشار إلى مسألة غاية في الأهمية وهي ضرورة البدء بالعمل والتعاون مع جميع الجهات المعنية، ليشكل عام 2017 بداية جديدة..
جلالة الملك بأبويّة متسامحة يضرب صفحاً عن تلك الارتكابات والعنف الذي مضى ويدعو قائد الوطن الجميع وكل من يعنيهم الأمر في هذا البلد الطيب، كل في موقعه: الطلبة، الآباء، الهيئات التدريسية، وكل جهة ذات علاقة إلى فتح صفحة جديدة مع بداية العام الجديد لنؤسس لمشهد أردني جامعي جديد يطوي صفحة العنف الجامعي إلى الأبد ويفتح الطريق على استعادة الدور التنويري والثقافي والعلمي لمؤسسات التعليم الجامعي الاردني التي يجب ان تكون ريادية وسبّاقة في الابداع، لا ان تكون موقعاً للعنف أو الفئوية أو الجهوية أو التعصب والقانون سيكون السبيل الوحيد لوضع حد لهذه التجاوزات.
جلالة الأب القائد يدعو إلى بناء بيئة ايجابية داخل الجامعات، من خلال العمل على غرس قيم المبادرة والابداع والريادة والمواطنة الفاعلة لدى الطلبة وهذا لا يتم الاّ اذا عمل الجميع بروح الفريق الواحد وتحمل كل منا مسؤوليته للارتقاء بمستوى الجيل الجديد وتمكينه من النهوض بدوره في مواجهة التحديات وهذا يلتقي أيضاً وبالضرورة والأهمية مع الدور المُلقى على أساتذة الجامعات كونهم مسؤولين عن أهم ثروة لدينا في الوقت ذاته الذي يتوجب عليهم ان يكونوا قدوة ونموذجاً يُحتذى به من قِبلِ الشباب. كذلك قيامهم بارشاد الطلبة وتأهيلهم وتعزيز قدراتهم بالشكل الذي يتلاءم مع حاجات سوق العمل.
آن الأوان لطي صفحة العنف الجامعي نهائياً عن ساحات وأروقة جامعاتنا الحكومية والخاصة على حد سواء، وآن الوقت لأن يدرك الجميع وفي مقدمتهم طلبة الجامعات ان العلم والتسلح بالمعرفة هو السبيل الوحيد للارتقاء والانجاز الحضاري وانه لم يعد مقبولاً تحت أي ظرف أو تبرير أو ذريعة بأن تصبح جامعاتنا ملاذاً للعنف أو الفئوية أو ان يكون فيها اي تطرف أو اقصاء.
كفى عبثاً وكفى عنفاً ولتتوجه كل جهودنا وطاقاتنا من أجل التزود والاستزادة من العلم والمعرفة وبما ينفع الناس ويمكث في الأرض.الرأي



