الرئيسية أحداث البرلمان

شارك من خلال الواتس اب
    مساعدون للنواب .. هل الفكرة مقبولة؟

    أحداث اليوم - فكرة مساعدو اعضاء مجالس النواب في العالم موجودة، والهدف منها انضاج العمل في ظل التفاصيل والملفات الهائلة التي تتعامل معها المجالس النيابية، وتعدد الجلسات واللجان وما يتطلبه العمل من انشطة اضافية من لقاءات واتصالات، فالنائب مهما امتلك من قدرات وخبرات متراكمة فان بحر التفاصيل يحتاج، الى نوع من العمل المؤسسي يتجاوز القدرات الفردية والالمام بكافة التفاصيل وهي مهمة تكاد تكون مستحيلة.

    هذا الامر ينبطق على المجالس النيابية في بلدنا، خصوصا، مع تطور الملفات وتعدد القضايا وما يتعلق بها من تفاصيل هائلة في العمل النيابي، اذ لا يمكن للنائب اذا ما اراد انضاج اعماله وادائه تحت قبة البرلمان وانعكاسه على الشأن العام، وتطور حالة الرضا من قبل الرأي العام، حيال اداء النواب خلال المجالس السابقة التي تعرضت للنقد الشديد تحتاج الى خطوات اضافية من العمل والاداء المؤسسي الى جانب العمل « الكتلوي» واداء النواب ذاتهم الذي ما زال تحت الاختبار من افراد المجتمع وفئاته ومؤسساته.

    السادة النواب، يعملون بجهود فردية، ازاء كافة متطلبات العمل النيابي، وفي المقابل فان الحكومات بطبيعة عملها ومؤسساتها ووزاراتها فانها مجهزة بكافة الطواقم اللازمة للتحضير والعمل تحت قبة مجلس النواب، اكثر من مرة في الاسبوع، ولدى كل وزير امين عام يحضر له كافة التفاصيل، وكذلك طواقم ادارية وفنية يمكن لها ان تعمل على مدار الساعة وان تتواجد في اورقة المجلس النيابي لاسناد الحكومة والوزراء في اي لحظة تستوجب تفاصيل او ملفات او معلومات يتم السؤال عنها خصوصا الفورية منها.

    في المقابل فان النواب، في الغالب يبدأون يومهم، بتلقي الاتصالات الهائلة، ولقاء ابناء المناطق الانتخابية، ثم فحص جدول الاعمال وقراءته ان اسعف الوقت النواب لذلك، فضلا عن قضاء كثير من الوقت ايضا من السادة النواب في مراجعة الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية، تحت ضغط وإلحاح ابناء الدوائر الانتخابية التي تتركز في كثير منها على مطالب فردية، متكررة لا يستطيع النواب ولا الحكومة معا من تلبيتها بالصورة التي تطرح وتجري المطالبة بها.

    لاجل هذا كله، فما الذي يمنع من ان يكون هناك مساعدين لمجلس النواب، بمعنى الاسناد في الاداء واعداد وحمل كافة التفاصيل المذكورة، وليس مفهوم السكرتاريا، بل بان يكون المساعد غير المنتخب والمعين من النائب نفسه وعلى حسابه، خبير قدر المستطاع بالعمل العام، ويتملك القدرات الادارية ومهارات الاتصال وكتابة الخطابات، والكفاءة في متابعة المجريات، حتى يستطيع ان يكون عونا للنائب في اداء المهام وظهورها في افضل صورها.

    وهذا المساعد ليس الغاية بحد ذاتها بل الوسيلة الموضوعية المؤسسية بحيث يمتلك النائب في غالب اوقاته وخصوصا تحت قبة البرلمان صفاء الذهن وقدرة التركيز على الاداء الرقابي والتشريعي والعمل السياسي، دون الاغراق ببحر تفاصيل العمل النيابي التي ما زالت حتى الان تجعل النائب يصل الى الجلسات تحت القبة منهكا جسديا وفكريا وارتجاليا في العديد من القضايا التي لو قيض لها التحضير والاعداد واجراء الاتصالات وجمع البيانات اللازمة لظهرت باقوى صورة واكثر تأثيرا.

    مساعد النائب في العالم ليس بديلا عنه، فهو معين، وخبير، ولكنه ذو قدرات كبيرة، وهو بالتاكيد لن يظهر امام النائب بل مهمته الاساسية ان يقدم كل ما يلزم لتطوير الاداء، لتجاوز عامل التفاصيل والوقت الضاغطين على النواب على الدوام والمساعد يبقى في الظل والنائب امام العدسات وحسن الاداء. الرأي





    [06-12-2016 09:36 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع