الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    ‘‘تزييف الواقع‘‘ .. طرق شباب للتحايل على الفتيات

    أحداث اليوم -

    الكذب والخداع هما آخر ما كانت تتوقعه العشرينية ربا التي كانت تنوي الارتباط بشخص، اكتشفت في الفترات الأخيرة من معرفتها له، وبعد سنة كاملة ادعى خلالها أنه رجل يعمل في إحدى الشركات الكبيرة وصاحب منصب مهم جداً ويحظى بامتيازات عالية جداً، أنه ما هو الا سائق عند إحدى العائلات الثرية في فترة الصباح وبعد الظهر يعمل على إحدى سيارات الأجرة.

    الصدمة والذهول من الملامح التي سيطرت على ربا عندما اكتشفت الأمر عن طريق الصدفة وهي تحدث والدتها وصديقاتها عن الشاب وتصفه لهن، خصوصاً وأنه كان يتمتع بمظهر وهيئة جذابة، ما جعلها تنفعل وتظهر صورته لهن لتتعرف عليه صديقة والدتها على الفور بأنه كان يعمل لدى أحد أقاربها كسائق للأولاد.

    وبعد أن تأكدت ربا من صحة الخبر، بقيت في حالة صدمة واختارت أن تنعزل عن الناس لمدة 5 أيام من دون أن تخبره بشيء، استرجعت خلالها كل الأحداث التي حدثت معها وبدأت بربط الأحداث والأكاذيب التي كان يلفقها، ومن ثم طلبت منه مقابلته لتواجهه وتعريه أمام الحقيقة التي عرفتها، وما كان منه إلا أن التزم الصمت ولم يتفوه بكلمة واحدة وملامح الخزي على وجهه، حتى تركته ورحلت.

    تقول ربا “إن هذا الموقف من أصعب المواقف التي مرت بها بحياتها، فهي لم تكن تتوقع أن هناك خداعا بهذا الحجم وأنها ساذجة لهذه الدرجة، الا أنها تعلمت درسا لن تنساه مدى الحياة”.

    قصة ربا لا تختلف كثيرا عن قصة هند التي تعرفت على أحد الأشخاص، وأنه من عائلة مقتدرة يدير أعمال والده، الا أن ولعه وحبه لمهنة الحلاقة منذ صغره جعله يفتح صالون حلاقة صغيرا يمارس فيه هوايته في أوقات الفراغ.
    تلك القصة كانت مقنعة بالنسبة لهند، التي اعتبرت أنه شخص بارع جداً لدرجة أنها بالرغم من عدم منطقية الرواية، الا أنها لم تشك به يوما ولم تكن تسمع من أي أحد أي شيء ضده، فكان كلامه، وبحسب وصفها، مثل السحر ينزل عليها فتصدق كل كلمة يقولها بدون تفكير.

    الا أن الحقيقة التي اكتشفتها متأخراً كانت بعيدة تماما عن الحياة التي رسمها لها، وتبين أنه يعمل حلاقا عند صاحب محل حلاقة مثله مثل غيره من الموظفين، وهذه هي مهنته الوحيدة، وكل شيء آخر كان من وحي خياله وكذبه وخداعه.

    فتقول ربا “صدمتي كانت أكبر من أي شيء، فأنا لا أريد أن أعرف شيئا سوى أنه لماذا تصرف بهذه الطريقة، فأنا لم أشعره يوماً بأني أبحث عن مظاهر أو مادة على الإطلاق، وحتى لو قال لي مهنته الحقيقية لم أكن لأعترض عليها بما أنه شخص محترم، الا أنه العكس تماما”.

    اختصاصية العلاقات الأسرية، الدكتورة نجوى عارف، تقول إنه موقف صعب جداً على الفتاة، لكن لا نستطيع أن نقول إنه شخص مجرم، خصوصاً اذا كان غير مؤذ، فأحياناً يكون شخصا لديه طموحات أكبر من حجمه أو يريد أن يصل بطريقة سهلة وسريعة، معتقداً أنه بعد أن تحبه الفتاة سترضى بواقعه.

    وتضيف عارف أن القصد لا يكون دائماً مطمعا ماديا، فأحياناً يكون معنويا، ويعتبر أن هذه هي أسهل الطرق، إلا أن هذه كلها تكون تغييرات خارجية، فهو في الأول والأخير يبقى ابن بيئته، لكنه متقمص شخصية أخرى.
    الى جانب أن فيها نوعا من السذاجة لدى الفتاة، خصوصاً اذا كانت صغيرة في العمر وأول تجربة لها، وهو شخص أتقن دوره جيداً.

    وتعتبر عارف أن المجتمع الآن بات كبيراً جداً، ولا بد من التقصي والسؤال وأخذ المعلومات اللازمة كافة منه للتأكد من صدقه، وأن تأخذ حذرها من البداية وليس بعد فوات الأوان.

    وفي ذلك، يذهب الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة، إلى أن أكثر هؤلاء الضحايا هم أشخاص مهيأون لأن يكونوا ضحايا، فالتنشئة الاجتماعية والتربية والمعتقدات التي تترسخ لدى الفتيات منذ صغرهن هي الحافز لهذا الخداع.
    ويضيف أن تربية الفتاة قائمة على أن الحافز لنجاحها بكل شيء هو الرجل حتى عندما تكبر يقال لها “كبرتي وصرتي عروس”، وفي حال لم تتزوج تكون فتاة فيها عيب أو مشكلة، مبيناً أن كل تلك المفاهيم جعلت الفتاة ضحية سهلة.

    وهو الأمر الذي جعل الفتاة تبحث عن حياة تريدها وفي الوقت نفسه جعل الشاب يفهم ما هي متطلبات الفتاة والأمور التي تغريها، ما يجعله يستخدم هذه الحيل والخدع من أجل استدراجها. بالإضافة الى أن العلاقات باتت تنمو بوسائل وطرق غير حقيقية، والعالم الافتراضي عزز هذا الشيء كثيراً.

    لذلك فإن الأصل في الموضوع نفسي وحاجة إنسانية ناتجة عن المفاهيم الخاطئة التي يزرعها الأهل منذ الصغر في العائلة، مبينا بأنه لا بد أن ينشأ جيل مختلف قادر على التعامل مع هذه المعطيات في مجتمع ذكوري بحت.

    ويعتبر مطارنة أن المرأة شخص قوي له حضور وفكر وعقل ومكانة، ويجب أن تكون معترفة وعلى ثقة بذلك حتى لا تقع ضحية لأي شيء.لابد من أن يتم البدء بالتفكير في المرأة بطريقة ناضجة أكثر، وأن تعطى أهميتها من الأب وهي صغيرة ومن الزوج بعدها وأن تطور نفسها وتصبح امرأة مستقلة يصعب الوصول اليها.

    ويعتبر مطارنة أن حالات الخداع هذه موجودة بكثرة، وعلى الفتيات أن يكون اختيارهن سليما قائما على اندماج ثقافي واجتماعي وأن يكون اختيارا حقيقيا وليس وهميا، لافتاً الى أن الضوضاء الفكرية والفراغ العاطفي جعلا الناس يعيشون في عالم غير منضبط وقلق.  الغد





    [15-11-2016 04:41 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع