الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    " ابنة المعلمة" .. "قصة الواسطة" الأولى التي يستمع إليها أبناؤنا في مدرسة الوطن

    أحداث اليوم -

     

    هيفاء مصباح -

    لم تنسى الثلاثينية قصتها مع "بنت المعلمة" كانت تحلم لو أن أمها معلمة وتعمل في نفس المدرسة التي تدرس فيها، وعندما كبرت أدركت قصرا عنها أن أمها كانت أمية، وأما لماذا كانت تحلم دوما بهذا الحلم، ولماذا لم تحلم بأم طبيبة أو أم مهندسة لماذا "معلمة"، تقول السيدة التي فضلت عدم الكشف عن هويتها ل"أحداث اليوم الأخبارية" كنت دائما أتابع المعاملة الخاصة والمميزة التي تحظى بها بنات المعلمات في المدرسة، كن محظوظات ومغرورات،وكيف لا وهن كن يحظين بمعاملة خاصة، تجعل منهن أميرات متوجات على عرش المدرسة،وتقول: أذا أخطئن فإن ردة فعل المعلمة أتجاه أخطائهن تختلف تماما بالمقابل اذا كان الخطأ ذاته صادر عن طالبة أخرى، وحتى الصح كان له تتويجا خاصا اذا ما صدر عنهن".


    وتتابع لتوضح لنا أكثر فتقول: ذات مرة كانت المعلمة تقول لنا، أن الطالبة الأولى التي تنهي المسألة سأضع لها نجمة وسأكتب لها "ممتازة جدا" والتي تأتي بعدها "ممتازة وهكذا" وهنا زاد الحماس في حصة الرياضيات، وكنا ننتظر بفارغ الصبر هذه اللحظة ونبدأ بالتنافس للوصول أولا الى طاولة".
    وتستطرد لتقول " وقتها عرفت لأول مرة في حياتي طعم التمييز الإ أنني لم أدرك ما هو، وقتها كنت وفي كل مرة أصل فيها الى طاولة المعلمة قبل "بنت إحدى المعلمات الأخريات والتي كانت معانا بالصف" كانت المعلمة تتعمد أن تكتب لي "ممتازة" ولها "ممتازة جدا ونجمة" كنت أظن بالبداية أنني أصل متأخرة ومن ثم حسمت الأمر بالوصول قبل الأخرى بوقت كافي، ثم أخذت ذات مرة دفتري وحاولت مقارنته بما كتبته هي، الإ أنها سحبته مني بتكبر ورمقتني بإستهزاء ومضت" بعد ذلك لم اعد أكترث بأن أصل الى تلك الطاولة أوأن أحل الواجبات حتي بات مادة الرياضيات من أكثر المواد التي أمقتها".


    كانت قصة الثلاثينية ستقف عند حدود القرن الماضي إلى أن وردت إلينا قصصا مشابهة تعود إلى أيامنا القريبة هذه وربما إلى بداية الفصل الدراسي الجاري، عندما حاولت طالبة مجتهدة أن تنقل من الصف الذي فيه ابنة معلمة، وكانت الطالبة وفقا لصديقتها "ملاك" تحاول تكرارا أن ترفع يداها للمعلمة حتي تنقلها الى الصف الآخر، الإ أن المعلمة رفضت كونها من الأوائل على الصف، وكانت الطالبة تقول لملاك " أن السبب هو ابنة المعلمة التي حتما ستحصل على مرتبة الأولى فيما أنها هي تستحقها" توضح الراوية للقصة "ملاك" أن الطالبة تمكنت فيما بعد بالنقل الي الصف الآخر والذي لا توجد فيه بنات معلمات وذلك بعد تدخل ذويها".


    "سيدرا" طالبة أخرى مجتهدة وهي الأولى على مجموع صفوف خوامس خلال العام الماضي، تقول سيدرا: "مربية الصف قالت لها ذات مرة "سيدرا" لا تزعلي انتي الاولى بس أنا بدي أقول أن "فلانة الاولى" علشان أمها المعلمة "الفلانية لا تزعل".


    وتتابع سيدرا: نحن الأوائل لا نحب أن نجمع في صف واحد مع بنت معلمة لأن المعلمات "بيغاوزوا " معها.


    قصة أخرى تتناقلها الطالبات في إحدى المدارس الحكومية أن إحدى بنات المعلمات تأتيها زيادة عشرة علامات على كل أمتحاناتها، وأن أخرى تقوم والداتها بتصحيح أوراق الامتحان الخاصة بها، وبالوقت الذي إزداد فيه الحقن الطلابي الأنثوي أتجاه إحدى بنات المعلمات تقول إحدى الراويات أنهن قمن بضربها عندما ذهبت أمها في إجازة وضع".


    قصص متنوعة تقودنا إلى مجموعة من التساؤلات المفتوحة، هل أرتقى الموضوع الى حد الظاهرة في مدارسنا، القصص آنفة الذكر متنوعة المنبع فمنها ما وقع في مدارس حكومية واخرى وكالة الغوث كما أن الحال يبدو أفضل في المدارس الخاصة كون جميع الطلبة "دافعين فلوس"، وهل الأمر يقتصر على "بنات المعلمات" وماذا عن "أبناء المعلمين" ، ربما تحصل ابنة المعلمة وعبر التقرير التالي على امتيازات معنوية وتحصيلية في بلادنا، كما يحصل تمام أبناء المسؤولين و رجال الأعمال والمستثمرين على امتيازاتهم الكاملة بالوطن، وربما تكون "أبنة المعلمة" قصة "التمييز" الأولى التي يسمع عنها صغارنا ويعيشوها.

     





    [08-09-2016 05:06 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع