الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    وفاة كلثوم برناز مخرجة فيلم المساواة في الميراث بانفجار أسطوانة غاز في منزلها بتونس

    أحداث اليوم -

    توفيت الناشطة النسوية والمخرجة السينمائية التونسية كلثوم برنار عن 71 عاما، متأثرة بإصابتها في حادث انفجار أسطوانة غاز في منزلها يوم السبت 3 سبتمبر 2016م.

    ونقلت وسائل الإعلام خبر وفاة المخرجة التونسية، التي تعد إحدى الناشطات النسويات في دول المغرب العربي، ورغم أنها لم تقدم غير فيلمين، أحدهما روائي طويل، والآخر وثائقي، يتعلق بقضية الميراث، إلا أن فيلمها "شطر المحبة" والذي تم إنتاجه عام 2008م، وطالبت فيه بالمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث، صادف هوى في نفوس المنظمات النسوية، ووضعها في دائرة الضوء، وقد تبنت خطابها في الفيلم العديد من المنظمات التي تستهدف الأسرة في العالم!

    ولدت كلثوم برناز في تونس العاصمة عام 1945م، وتخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، ثم درست التصوير السينمائي في باريس عام 1968م.

    عملت في بداية مشوارها مساعدة مع المخرجين: كلود شابرول، وكريستوف كيسلوفسكي، ورندة الشهال. ثم أخرجت عددا من الأفلام القصيرة والوثائقية.

    لم تقدم طوال رحلتها غير فيلمين فقط، أولهما: فيلم روائي طويل بعنوان: "كسوة الخيط الضائع" عام 1997م، ثم "شطر محبة" عام 2008م، وهو فيلم وثائقي دعت فيه للمساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، على خلاف ما أتت به الشريعة الإسلامية.

    تصدت برناز لقضية الميراث، جاء ذلك عبر دراما اجتماعية تدور أحداثها بين التوأم سليم وسليمة، ووالدهما "علي" الذي يعمل محاميا، ودارت أحداث الفيلم حول علاقة الأب مع ولديه التوأم، وعلاقته بهما بعد موت زوجته.

    وينشأ الصراع على الميراث بين التوأم (الذكر والأنثى) بعد وفاة الأب، وركزت برناز على حق البنت من الميراث خاصة بعد قرار أخيها سليم بيع البيت العائلي، وأخذ النصيب الأكبر لإنجاز مشروعه في إيطاليا، ليترك سليمة تتخبط في حزنها وقصورها وعجزها عن تحديد ملامح مستقبلها.

    الفيلم ركز على إبراز الطابع التراجيدي لفتاة "سليمة"، حين صورتها جالسة على الكرسي المتحرك لوالدها في إشارة إلى عجزها وقصورها عن مواجهة الوضع الناتج عن عدم المساواة في الإرث!

    وهاجمت برنار الشكل الشرعي للميراث، في أكثر من مناسبة ودعت لتغييره باعتباره عنصريا، وظالما للمرأة، وأدانت الاستسلام لهذا الحكم الشرعي، الذي اعتبرته يحول الأنثى إلى إنسان مبتور مثلما حدث في الفيلم للوالد الذي شلت ساقاه.

    بعد صدور الفيلم: انضمت برناز إلى ناشطات نسويات، ونظمن فعاليات تطالب بوقف ما اعتبرنه تمييزا في الإرث بين الرجل والمرأة في تونس، من بينهن منظمة النساء الديمقراطيات.

    لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كاتبة تونسية تدعى ألفت يوسف، أصدرت كتابا صادما للرأي العام التونسي قالت فيه: إن القرآن قابل للتأويل في هذه المسألة، مما أثار ردود فعل غاضبة، من قبل فئات واسعة من العلماء وطلاب العلم في تونس والعالم العربي.

    الفيلم الذي كان شرارة لحراك نسوي كبير، هوجم من بعض النقاد التونسيين، من بينهم الناقدة التونسية حياة السايب التي لم تنكر الفكرة الرئيسة للفيلم؛ لكنها رأت أن المشاهد التي تضمنها الفيلم كانت صادمة؛ لأنها أظهرت المرأة بشكل مهين، حين صورتها عاجزة ومقعدة بسبب عدم التساوي في الإرث.

    ورغم أن تونس تنشط فيها المنظمات النسوية بشكل لافت، أكثر من بقية دول الوطن العربي، إلا أن الموقف الرسمي لم يستجب لهذه المطالب، وعدها من الأمور التي تتنافى مع الشريعة الإسلامية.

    وقد انتقلت عدوى المطالبة بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة في أكثر بلد، فقد انتقلت إلى المملكة الغربية، وقد وجدت ردودا تأصيلية على حرمة ما تنادى به المنظمات النسوية المشبوهة، كما أكد مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ على المعنى نفسه، وقال: إن الرجل ملزم بالإنفاق على زوجته، حتى وإن كانت تعمل، وهي غير مطالبة بالإنفاق على البيت على غرار الرجل، في تعليقه على الدعوة للمساواة في الميراث والتي اعتبرها قضية محسومة بنص ديني.

    وقال المفتي: إنه لا يجوز شرعا المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، معللا ذلك أنه لا يجوز الاجتهاد في هذه المسالة لأن النص القرآني صريح في ذلك، وحسم فيها بحكم الآية 11 الواردة في سورة النساء: "يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ"، موضحا أن هذا النص هو نص شرعي محكم وتبنته مجلة الأحوال الشخصية".

    وأكد أن مسألة المساواة في الإرث محسومة بنص ديني واضح، والأصل هو التمسك بهذا المصدر. مشيرا إلى أن النص قطعي ولا جدال فيه.

    المصادر:
    ـ رويترز.
     ميدل إيست أون لاين.
    ـ موقع نسمة.





    [05-09-2016 06:24 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع