الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    مركز يحتضن أطفالا أردنيين لظروفهم الصعبة
    المركز

    أحداث اليوم -

    لم يجد المئات من الأطفال، ممن اضطروا لترك مدارسهم، إما لأسباب اجتماعية أو فقر أو جهل أو تفكك أسري، ليلتحقوا بسوق العمل في سبيل إعالة أو إعانة أسرهم الفقيرة، إلا مركز الدعم الاجتماعي يحتضنهم ويوفر لهم "مجاناً" أنشطة ترفيهية وتعليمية وبرامج تساعدهم على العيش بكرامة كباقي أقرانهم.


    هذا المركز، الذي بُدئ العمل به العام 2008 كأحد المشاريع المنفذة في مركز الأميرة بسمة للتنمية بسحاب، يوفر لتلك الفئة وبشكل مجاني العديد من النشاطات التعليمية والسلوكية والترفيهية، إضافة لتأمين المواصلات، ما يسهم بتشجيع الطلبة والأهالي على الالتزام بأنشطة وبرامج المركز.
    ويحوي المركز، الذي أصبح اليوم قائما ومستقلا بذاته ويقع بمنطقة ماركا في عمان ويعمل تحت رعاية من الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية بالشراكة مع وزارة العمل، قصصا تختلف فصولها القاسية من شخص إلى آخر.


    لكن غالبية الأطفال، ممن احتضنهم المركز، اضطروا إلى ترك مدارسهم في سن مبكرة، بسب فقر أو تفكك أسري، ليعملوا بمهن شاقة للمساهمة في إعالة أسرهم، فيما حرمت فتيات من إكمال تعليمهن المدرسي لأسباب اجتماعية.


    وتؤكد إحصائيات وزارة التربية والتعليم أن معدل التسرب السنوي يبلغ نحو 3 بالألف بين الطلبة الأردنيين في المرحلة الدراسية ما بين الصف الأول والعاشر، بينما يبلغ في الصف الأول 1 لكل 10 آلاف طفل، وترتفع لتصل إلى 7 لكل ألف في الصف العاشر.


    وتعزو "التربية" سبب ذلك إلى "عدم متابعة الأهل لتعليم أبنائهم"، مستندة لدراسة أجرتها الجامعة الأردنية كشفت عن أن 37 % من العائلات لا تتابع تعليم أبنائها".


    مديرة المركز الناشطة في الشأن الإنساني سيرين السيوف تقول إن المركز يهدف إلى توفير بيئة آمنة ومحفزة لتلك الفئة، بحيث تصبح أكثر وعيا لحقوقها وواجباتها وأدوارها في المجتمع.
    وتضيف، في تصريح لـ"الغد"، إن المركز يسعى لأن يكون نموذجيا على مستوى المنطقة، يعنى بتوفير الخدمات الاجتماعية والتعليمية والتربوية والترفيهية (العقلية والجسدية) للأطفال العاملين والمتسربين من المدارس والمعرضين لخطر التسرب، فضلاً عن الفتيات جليسات المنزل اللواتي فقدن فرصة إكمال تعليمهن بالمدارس.


    كما يهدف إلى رفع وعي الأطفال العاملين والمتسربين وأسرهم بأهمية التعلم والتعليم والمخاطر المترتبة على عمالة الأطفال، والمساهمة في سحب الأطفال من سوق العمل وإعادة تأهيلهم وتمكينهم وإلحاقهم بالفرص التعليمية المختلفة، وفق السيوف.


    وحول برامج المركز، توضح السيوف أن هناك برنامجا، يتكون من 3 حلقات تعليمية تعتمد المنهج التفاعلي والتشاركي، يُنفذ بالشراكة مع وزارة التربية يتيح فرصا للحصول على شهادة تعليمية تعادل متطلب شهادة الصف العاشر للالتحاق ببرامج التدريب المهني كمتطلب أساسي وشهادة معتمدة لتقديم امتحان المستوى الوزاري لغايات إكمال الدراسة المنزلية.


    ويضم المركز أيضا برنامجا للإرشاد والدعم النفسي، حيث يقوم فريق عمل متخصص بمتابعة حالات الطلبة والتعامل مع قضاياهم بخصوصية وسرية، والعمل على تلبية الاحتياجات الأسرية قدر الإمكان.
    كما يعمل على تنفيذ أنشطة لدمج الأسرة من خلال برامج وجلسات الإرشاد الجمعي والفردي، فضلاً عن برنامج الخدمات المعيشية المتكاملة، إذ ينفذ من خلاله آليات لتلبية الاحتياجات العملية للطلبة وأسرهم، سواء عن طريق التحويل لمؤسسات التدريب المهني أو الفرص التدريبية المختلفة أو إعادة الطلبة للمدارس ومن ثم متابعتهم.


    وتطرقت السيوف إلى استحداث المركز لمختبر كمبيوتر متخصص يقوم بتطبيق واعتماد منهج سيسكو في التعليم الإلكتروني من خلال كادر مدرب ومعتمد، بحيث يتم تنفيذ البرنامج على مرحلتين، الأولى "تأسيسية"، والثانية "تخصصية" يتم من خلالها تأهيل الطلبة المتميزين من الحصول على فرصة تدريب في إحدى شركات القطاع الخاص وبالتالي إمكانية الحصول على فرصة عمل.


    وتشير إلى برنامج آخر يُنفذ بالتعاون مع مركز الأميرة بسمة للشباب ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"، حيث يتم تنفيذ وورش عمل حول مهارات الحياة الأساسية (الاتصال والتواصل، بناء الفريق، المقابلة)، بهدف تمكين الفئات المستهدفة بالمهارات اللازمة والضرورية للدخول لسوق العمل بجاهزية.

    "الغد"





    [07-08-2016 11:25 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع