الرئيسية أحداث فنية

شارك من خلال الواتس اب
    وفاة شادي ابو جابر وعامل الصدمة وسؤال “الترحم على الميت المسيحي” ومشروعيته
    شادي ابو جابر

    أحداث اليوم -

    أن يخرج رجل دولة وسياسة من وزن الدكتور مروان المعشر ويتحدث عن اشكالية “الدين” في الدولة عقب حادثة وفاة شاب مسيحي موهوب صغير، يعني ان المعشر تنبه لمدى عمق الفجوة التي ظهرت بين الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص الشاب الاردني شادي ابو جابر.

    المعشر وهو أحد اعمدة القصر الملكي قبل عقد من الزمن وداعٍ للاصلاح، قرر ان يتصدر بنفسه الموجة الهائلة التي ظهرت حول “جواز الترحم” على الشاب المسيحي ام لا، فكتب عبر صفحته جملته الشهيرة مجددا ” لا سبيل الا لتكثيف الجهد، كاردنيين و أردنيات، مسلمين و مسيحيين، للوصول الى دولة المواطنة المتساوية الحاضنة للتنوع.”

    الجملة المذكورة كتبها بعد الاشارة للجدل الدائر عبر وسائل التواصل منذ الجمعة حين توفي الشاب، إذ بدأ أصدقاؤه الذين هم من الديانتين بالترحم على وفاته، بينما خرجت الاصوات التي تطالب “المسلمين” بعدم التعزية او الترحم عليه كونه من غير المسلمين.

    الجدل زاد واستعر بين الجانبين وساق انصر الرأي المعارض الكثير من الاحاديث والادلة التي اعتبروها شرعية بينما ساق الطرف الاخر ادلة منافية ومناقضة، الى ان استعانت وكالة الانباء الاردنية “بترا” برأي مفتي المملكة الاردنية الشيخ عبد الكريم الخصاونة والذي شدد على “عدم جواز البحث والافتاء في القضايا العامة التي تمس وحدة الشعب الأردني وتعايشه المشترك، وخاصة تلك التي تؤدي إلى اثارة الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.” من قبل غير المختصين.

    وبالنسبة لتعزية المسلمين لغير المسلمين، أشار الخصاونة إلى ان السنة أجازت تعزية غير المسلم بوفاة ميتهم، وكذلك تقبل التعازي من غير المسلمين بوفاة المسلم، فضلاً عن مشاركة المسلمين لغير المسلمين أفراحهم وأحزانهم، كلٍ بصيغته الدينية.

    لجوء الوكالة لدار الافتاء يظهر ان البلاد استشعرت حجم الاشكال الفعلي الذي لتا يزال مستمرا وحذا بشخصيات من وزن المعشر للحديث بقضية لم يكن يتحدث بها قبلا، الامر الذي لم يقف عمليا عنده فكثر من الشخصيات العامة مثل الوزير الاسبق مروان جمعة والقيادي السابق في الاخوان المسلمين الدكتور ارحيل غرايبة وغيرهما كتبوا عن اهمية التنوع واشكالية الاقصاء دينيا خصوصا في مثل حالة وفاة، كما كتبت الصحفية نادين النمري عن حادثة تذكّر عبرها ان الاردنيين لم يكونوا كذلك حين توفي شقيقها الصغير وكان بينهم شيوخ الدين الاسلامي كما رجال الدين المسيحي.

    الحالة المذكورة بدأت تظهر بعنف في السنوات الاخيرة، الامر الذي يعده المختصون نتاجا لانفصال الدينين عن بعضهما في المدارس والتربية بمعظم انحاء المملكة، الى جانب بعض الممارسات الدعوية التي يمارسها رجال دين متشددون لم يكن اخرهم الداعية السجين اليوم الدكتور امجد قورشة والذي اصدر فتواه المثيرة للجدل حول عدم جواز تهنئة المسيحيين في اعيادهم.


    كل ما سبق، يتنامى طبعا في ظرف اقليمي صعب تتنامي فيه اصلا حركات التطرف والتشدد والجهل، ما يزيد الاعصاب شدّا ويملأ الصدور ضيقا يسير جنبا الى جنب مع الشعور بالاقصاء والحالة الاقتصادية الصعبة.

    في المقابل، يتحدث الكاتب الصحافي ماهر ابو طير مؤخرا عن نمو حالة من ردة الفعل على التطرف في الاديان متمثلة بلا دينية لدى الجيل الشاب يرى انها ستغدو مستقبل المنطقة، في الوقت الذي عد متابعو الصحافي ما يتحدث به نوعا من الشطط وبدؤوا في التقليل من اهميته.

    بكل الاحوال، جاءت وفاة الشاب ابو جابر والذي كان احد المواهب المعروفة في الاردن على صغر سنه كصدمة في بدايتها لعائلته واصدقائه ثم للمجتمع، لتعلق جرس وجود فجوة واضحة بحاجة لاصلاح وزيادة في الوعي، كما كشفت مجددا عن وجود “عقلاء” لا بد من استغلال طاقاتهم وخطاباتهم التنويرية. (رأي اليوم)

     

     

     

     





    [31-07-2016 12:51 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع