الرئيسية
أحداث فنية
أحداث اليوم - لم تعد جرش مجرد مسارح ومهرجان يعبر من خلالها الفنانون، انما اصبحت حافزا ودافعا للفنانين لابداع اعمال فنية جديدة ، تكون جرش منصة لاطلاق هذه الاعمال، ليس فقط الاغاني الخاصة بجرش والاردن، انما اعمال مشغولة على مستوى عالمي، وهذا انجاز جديد حققه المهرجان، ولم يأت من فراغ، انما لان المهرجان يراكم ويضيف ويطور ويبدع في تجربته كل عام.
على المسرح الشمالي، الذي انطلقت في فضاءاته اهم الابداعات الانسانية، كانت اولى الامسيات هذا العام تحمل نكهة العراق بتاريخه الضارب في الاعماق، مع الفنان ” فرات قدوري” الذي يقف في جرش لاول مرة، وجاء ومعه مشروع موسيقي عالمي، من تاليفه وتوزيعه، مشروع هو تحية تقدير لجرش من ناحية، ولاطلاقه للعالم من ناحية اخرى. والمشروع اعادة صياغة للتراث العراقي في مزيج مابين المقام العراقي، ومابين انواع الموسيقى العالمية مثل الجاز والموسيقى اللاتينية وغيرها، حيث ترافقه الفرقة الموسيقية المكونة من فؤاد عفرا على الدرامز، وايمن مبروك على الايقاع، واحمد نظمي على البيس غيتار، ولاتي نجار على الناي والترومبيت، ورامي عطالله على البيانو، وهم من اهم العازفين الموسيقيين، ويقودهم صاحب المشروع الموسيقي “فرات قدورة” على الة القانون.
المشروع يتالف من جزئين، وتحت عنوان ” يوم مشرق جديد” وهو يحمل التفاؤل والامل ورسالة سلام في مواجهة القوى الظلامية، وهو هنا يتوافق مع رسالة مهرجان جرش التنويرية التي ايضا هي في مواجهة التطرف وقوى الشر، فالجزء الاول مقطوعات موسيقية، والجزء الثاني تشترك الفنانة “نوفا عماد” مع الفرقة بمجموعة من الاغاني العراقية التراثية بتوزيع جديد.
بدات الامسية التي حضرها جمهور انتشر على المدرج الشمالي، بمقطوعة بعنوان ” الرحيل”، ومنذ البداية يتضح دور الة” القانون” الرئيسي بقادة الالات الموسيقية الاخرى، سواء بالاستهلال، او في الحوارات الثنائية والجماعية بين الالات، والمقطوعة من البوم” نداء الروح” وتحمل هذا الاحساس بالترقب وقرب الرحيل، والشجن.
المقطوعة الثانية بعنوان” الجنائن المعلقة” حيث تدخل الالات مع بعضها، ثم تسارع الايقاع، وحوار ثنائي بين الة القانون والات النفخ، على خلفية الايقاعات، ويتصاعد ايقاع العازفين، لتكون القفلة بقيادة الة القانون.
وينقلنا فرات الى اجواء السياب، بمقطوعة ” انشودة المطر” مقطوعة مغلفة بالحزن، وعدم الاستقرار، واهتزاز اليقين بالواقع السائد،وتنقل المقطوعة لنا هذا التناقض والاهتزاز، لكنها لاتغلق الباب، فهي تبقي باب الامل مفتوحا، كما يقول السياب” مطر..مطر..مطر..سيعشب العراق بالمطر”، هذه الموقف الذي تعلنه المقطوعة في وجه كل من ينشر الظلام في المكان والنفوس.
ثم مقطوعة” وجه الخير” ببداية هادئه، يتصاعد ايقاعها، الى ان تصل الفرقة الى مقطوعة” يوم مشرق جديد”،وهي عنوان الالبوم، وتحمل رسالته بالدعوة الى الامل والتفاؤل والثقة بالذات.
ثم مقطوعة” نداء الروح” ثم” الغيمة الممطرة – ديمة” حيث تتلاحق النغمات في ايقاع هارموني مثل الشلال، ليكون الختام مع مقطوعة” وداعا غواتيمالا”،وفيها الكثير من اجواء الموسيقى اللاتينية بايقاعاتها التي تحمل الفرح، وتحرك الاحساس الداخلي.
الجزء الثاني كان بمشاركة الفنانة العراقية المغتربة في كندا، وهي صاحبة حضور كبير على المسرح، وصوت جميل متمكن، وتعطي المفردات من احساسها، وتلونها باحساسها العالي، ورغم ان المقدمة الموسيقية لبعض الاغاني التي وزعها” فرات” طويلة اكثر من اللازم مما يؤثر على الايقاع الداخلي للمطربة، الا ان ” نوفا” بقوة احساسها وجماليات صوتها، كانت متواصلة مع الجمهور، ومؤثرة به، فقد بدات باغنية” شي ما لي والي”، ثم موال” اريد ابكي” وثم اغنية” من يوم الى يومين” و” الولد..الولد” ثم اغنية من مقام اللامي بتوزيع جديد ” قلي ياحلو”؟، ومن التراث العراقي القديم” انا من اقول اه” وختمت باغنية” حبيتك صغيرون”.
وقد تفاعل معها الجمهور، الذي كان يردد معها مقاطع من اغانيها.
وفي نهاية الامسية قام المهندس خلدون عتمه، بتسليم الفنان فرات قدورة والمطربة نوفا عماد، درعي المهرجان تقديرا لمشاركتهما في مهرجان جرش 2016



