الرئيسية أحداث فنية

شارك من خلال الواتس اب
    رمضان 2016: تراجع الإنتاج المصري وانتعاش الدراما السورية

    أحداث اليوم -

    من المفارقات التي يحملها الموسم الدرامي في رمضان 2016، تساوي عدد المسلسلات المُنتجة في مصر وسوريا، ما يشكّل تراجعاً كبيراً للدراما المصرية في العدد، وعودة قويةً للدراما السورية المتعثّرة منذ سنوات.

    فبخلاف السنوات القليلة الماضية، لم تزد الأعمال الدرامية المصرية التي انتهى تجهيزها للعرض في الشهر الفضيل، أو التي لا يزال يجري تصويرها، عن الـ 30 عملاً وفقاً لصحيفة "العرب" اللندنية، وهو عدد لا يكاد يقارن بما كان يحدث في الأعوام الأخيرة، والذي تجاوز ضعف هذا العدد في سنوات ماضية.

    في حين تجاوزت الدراما السورية خيبة خمس سنوات من الصعوبات الإنتاجية والتوزيعية، مع إعلان صناع الدراما مشاريعهم للموسم الرمضاني الجديد، بـ 30 مسلسلاً مختلفاً، وهو أعلى معدل إنتاجي في البلاد منذ العام 2011.


    الدراما السورية.. خالية الدسم!

    الزخم الإنتاجي للدراما السورية لا يعني الجودة والنوعية، فنظرةٌ أوليةٌ على المشاريع وفقاً لصحيفة "المدن"، تقود إلى اعتقاد بأن الأعمال الدسمة قليلة نسبياً، مع التأجيلات التي طالت عدة مشاريع لافتة أبرزها مسلسل “الملعونون” لكاريس بشار والمخرج حاتم علي عن نص للكاتب حسن سامي يوسف، ومسلسل “أطلقوا الرصاص” للكاتب سامر رضوان والمخرج سمير حسين، الذي سيتم تنفيذه في موسم 2017 بطاقم فني وتمثيلي جديد.


    ويستمر هذا العام غياب الأعمال التاريخية بالكامل، لصعوبات تتعلق بأماكن التصوير والكلفة الإنتاجية المرتفعة، حيث يميل المنتجون هذا الموسم إلى الأعمال الخفيفة المعاصرة القائمة على الخماسيات والسباعيات، كالعمل الكوميدي “تنذكر وما تنعاد” الذي يقارب مفاهيم “الأزمة” السورية من زاوية الإرهاب ككوميديا سوداء، كذلك مسلسل “عابرو الضباب” الذي يشابه مسلسلات الآكشن الأميركية.


    أسباب تراجع الدراما المصرية

    يرى بعض النقاد أن خارطة الموسم الرمضاني الجديد مؤشرٌ على شكل سوق الإنتاج الدرامي المصري للأعوام المقبلة، سواءاً بخصوص ما يتعلق بعدد الأعمال التي تقل تدريجياً بعد إيجاد مواسم درامية في أوقات مختلفة من العام، أو فيما يخص بورصة أجور النجوم.

    بعض منتجي الأعمال الرمضانية المصرية رأوا أن تراجع عدد المسلسلات المنتجة يعبر عن تدهور كبير ربما تصل عدواه إلى السينما التي بدأت تسترد أنفاسها مؤخراً، بينما اعتبره آخرون تصحيحاً للمسار بعد سنوات من الارتباك كانت تأتي على حساب جودة المنتج وظروف عرضه.

    المنتج طارق الجنايني رأى أن حجم الدراما الهائل في المواسم الرمضانية الأخيرة كان يمثل أمراً غير منطقي، “فكيف يمكن عرض أكثر من 60 عملاً في شهر واحد؟”، لافتاً إلى أن الفضائيات في معرض تنافسها كانت تشتري ما يفوق طاقتها الاستيعابية.

    الجنايني قال لصحيفة "العرب" إن فكرة ترشيد عدد الأعمال المنتجة يعد تصحيحاً لمسار خاطئ للسوق من داخله وليس انكماشا له، وهو أمر يحدث في أسواق كل السلع والخدمات، وفقاً لمعادلةٍ اقتصاديةٍ معروفةٍ في العالم، بعكس ما يعتقد البعض.

    وعبّر الجنايني عن اعتقاده بأن تقليل الإنتاج يمكن أن يرفع من جودة الأعمال الدرامية، لأن التركيز عملية مهمة، كما أن السرعة التي يتم بها تصوير بعض الأعمال، تؤثر على العمل في صورته النهائية، وما يصاحب ذلك من مشاكل فنية وترويجية.

     




    الدراما “مضروبة”

    وقال الممثل المصري المخضرم عزت العلايلي إن “الدراما التليفزيونية المصرية أصبحت تشهد تراجعاً كبيراً من حيث الكم والكيف، مقارنة بالسنوات الماضية"، مشيراً إلى أن عدد الأعمال الدرامية المقدمة هذا العام قليلة للغاية، ولا تليق بتاريخ مصر العريق.

    كما لفت العلايلي إلى أن هناك العديد من الموضوعات التى قُدمت مؤخراً لا تُصدّر سوى القتل والدعارة، “وبالتالي لن تحقق الدراما مرادها وهدفها الأساسي”.

    العلايلى قال لصحيفة "اليوم السابع" المصرية، إن الدراما التليفزيونية هذا العام أصبحت “مضروبة”، والسبب فى ذلك هو تراجع مؤسسات الدولة المتخصصة فى إنتاج الدراما التليفزيونية، والمتمثلة فى شركة “صوت القاهرة” ومدينة الإنتاج الإعلامي وقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصري، “خاصةً بعدما اقتصر الإنتاج الخاص على الصبغة التجارية، والمكسب فقط”.

    من جانبه، أرجع الممثل المصري هشام سليم تأخر العديد من جهات الإنتاج هذا العام في إعلان خططها وتراجع الإنتاج الدرامي مقارنة بالأعوام الماضية، إلى الأزمات الإنتاجية المتعلقة بتمويل تصوير المسلسلات، بسبب نقص السيولة المادية التي تواجهها بعض الفضائيات وتراكم ديونها.

    وأعرب سليم في تصريحات لموقع "دوت مصر"، عن أمله في أن يتجاوز صناع الدراما الأزمات الإنتاجية المختلفة التي يواجهونها، والتي تؤدي في بعض الأحيان إلى توقف تصوير بعض الأعمال الدرامية نتيجة عدم تحصيل المستحقات المادية من الفضائيات، وفقاً للتعاقدات التي تم إبرامها بسبب عدم توافر سيولة لديها.

     

     




    سوء تعامل القنوات الفضائية

    المنتج أحمد الجابري أكد أن تراجع الإنتاج يعود إلى سوء تعامل القنوات الفضائية، “التي تريد السيطرة على السوق، حيث تحصل على الأعمال قبل أن تنتهي من سداد مديونياتها للمنتجين، ما يؤثر في الحصيلة النهائية على إنتاج الأعمال الدرامية المقدمة، كما حدث العام الحالي”.

    ورأى المنتج محمد مشيش، الذى يقدم هذا العام مسلسلي “فتنة” ليحيى الفخراني، و”غراند اوتيل” لعمرو يوسف، أن هذا العام يعتبر الأسوأ فى تسويق الأعمال الدرامية رغم أنه الأقل في الكم، مقارنةً بالأعوام الماضية. مؤكداً أن مديونيات القنوات لصالح الشركات الإنتاجية أصبحت كبيرة للغاية، ولا أحد يستطيع تحصيل أمواله.





    [11-05-2016 11:32 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع