الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    شركاءْ في التصفية

    لا شكّ انّ العالم العربي يمرُّ منذ زمن ليس بالقريب في مرحلة الإحتضار وتمرُّ كلُّ ملفّاته وقضاياه في مراحل التصفية وقد اسفرت تلك الحقبة عن حقائق دامغة أهمّها فشل الحكّام في الحكم والقيادة وفشل الحكومات في الإدارة وفشل الشعوب في الرقابة والمحاسبة لذلك نحن نحتضر .
    وحيث أنّنا عربا من امبراطوريّة ميم (مواطنين , مقيّدين , مكبوتين , مكمّمين ,محرومين , ميِّتين ... ) , مكبوتي الحريّة , مكمّمي الأفواه عن القول الصريح واحيانا التلميح وأنّ القيود على الصحافة والمواقع الإلكترونيّة والإعلام ليس لها حدود لذلك لا نستطيع ان نسمّي الأشياء بمسمّياتها .
    والواقع المرْ الذي نعيشه كعرب أنّ الحكّام وجّهونا الوجهة التي طُلبت منهم وانصعنا كما ارادوا بلا نقاش ولم يُرشدنا شيوخنا وقساوستنا وعلماؤنا الى المنحى الذي نسير فيه أو الى الطريق الصحيح فابتعدنا عن الدين والخلق القويم واصبحنا شعوبا كاذبة ومنافقة ومتآمرة واصبح معظمنا من اتباع السلاطين واصبحنا نتجسّس على بعضنا البعض بأجر أو طواعية وباتت كل تلك القيم المغلوطة في دمنا واورثناها لأطفالنا من خلال الجينات النجسة التي اصبحت جزء من تركيبنا الفسيولوجي والبيئة الحاضنة لها والعياذ بالله .
    لم نرتدع ولم ينصلح حال حكّامنا وكان الحل العصا لمن عصى واصبحنا شعوبا لا نُقوّم إلاّ بالحديد والنار وعندما حاول احدهم ان يقوّمنا كما الحجّاج الثقفي فعل قامت عليه وعلينا الدنيا حتّى بعد غيابه .
    دائما نضع خيبتنا واخطائنا على حبال غيرنا وننسى أنّ الصهاينة من يهود وامريكان يعملون من اجل مصالحهم ومصالح شعوبهم وهم قد مسكوا طرف الخيط منذ الحرب العالميّة الأولى وقبل ذلك فهم فهموا اللعبة وخطّطوا وعملوا بذكاء ونحن تملّكنا الجهل والغباء وكانوا كلّما اقتربوا من اهدافهم ابتعدنا اكثر عن قيمنا وديننا وانزلقنا نحو المجهول اكثر وزادت خطايانا وتنازلاتنا عمقا وكفرا .
    والآن نحن نحصد ما زرعنا فإذا كنّا نحن الخطّائين بسكوتنا فها هو جزائنا وإذا كان حكّامنا هم المجرمون فها هم يتساقطون من حيث لا يحتسبون وإذا كان علماؤنا لصمتهم والحزبيّون على اختلاف مشاربهم لكذبهم هم المخادعون فحسابهم يوم الحساب العظيم والله يمهل ولا يُهمل وهو ربُّ العرش العظيم .
    وقد ابتدئنا عصر السقوط منذ النصف الأول من القرن الماضي وذلك بالأحزاب الدينيّة والأيدولوجيّة كالإخوان والتحريريّين والسلفيّين والشيوعيّون وقد باعونا مبادئ لم يتّبعوها وثم تلاهم الأحزاب القوميّة من إشتراكيّين وبعثيّين وقد باعونا شعارات لم يكونوا بحجمها وثم جاء عصر احزاب السلاطين وزرعوا فينا الذل والخوف وشراء الضمائر وخلقوا خدعة الإنتخابات المزيّفة والمزوّرة واوجدوا صرعة الكوتات والمصالح الشخصيّة والهبات والتعيينات وغيرها من فنون شراء الضمائر واللعب على حبال التعيين والتعليم والصحّة والمال .
    وبعد عصر الصقيع العربي بدأ اللعب على المكشوف بداية بتدمير العراق العريق في القدم وثم سوريا بلد الخيرات والنِعم وجعلوا اهل البلدين لاجئين تائهين كتوهان اليهود في زمانهم وهكذا أشبعوا غليل بني صهيون وهم يرون العرب يقتلون بعضهم بعضا ويلعب حكّامهم بالمال ترفا ولهوا بينما الشعوب يأكلون من الحاويات الفتات وكما كان اليهود يهربون في الدول الأوروبيّة المختلفة فها هم العرب كذلك يُطاردون في المجر والنمسا والمانيا وفرنسا واليونان وغيرها لمنعهم من الإقامة فيها ويا لهول التاريخ وعظمة الإله كيف يجترُّ التاريخ نفسه مع اختلاف الأمم والظروف .
    ومع تصفية اهم قوّتين بعد الخلافة الراشدة والتي كانتا مركزا للدولة الأمويّة والدولة العبّاسيّة اللتان مثّلتا عصر القوّة والفتوحات الإسلاميّة قديما وكذلك تصفية لقضيّة عمرها مائة عام وهي انشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بتوقيع قيادات فلسطينيّة وإجماع وشهادة الزعماء العرب.
    وهكذا كما شارك الجميع في تصفية دولة الإسلام في الأندلس سابقا والإسكندرون بعدها فإنّنا بلا فخر نشترك جميعا بتصفية القضيّة الفلسطينية بل والعروبة الصادقة من معظم ما كان يُسمّى العالم العربي .
    انا كمواطن عربي اعترف انّ السوداوية تملأ نفسي والقهر يملأ قلبي والإحباط يملأ كياني وهكذا أمسا الكثيرين منّا فمن في قلبه ما زال طيبة والصدق لم يغب عن سلوكه بات في نظر الآخرين يكسوه الهبل ومن يحب الأرض التي يعيش عليها حب العاشق لمعشوقه بات رجعيّا ومن يخلص لوطنه وأسرته اصبح على باب الله فنحن في عصر اصبح فيه الظلم قوّة والإسراف على الملذّات كرما وتعنيف المحتاج والضعيف مرجلة واصبحنا نحن العرب جميعا خائبين ولاجئين ومهجّرين .......وتائهين نبحث عن الخلاص ............. رحمتك يا الله .





    [07-09-2015 08:28 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع