الرئيسية حدث وصورة

شارك من خلال الواتس اب
    الوزير الغامض

    أحداث اليوم -

    لم يسبق لوزير أردني أن تعرض لما يتعرض له وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا. منذ قراره المثير للجدل برفع معدلات القبول الجامعي، والخضرا تحت قصف شديد من كل الاتجاهات.
    البداية كانت من مجلس النواب، حيث انهالت عليه انتقادات النواب كالصواريخ، وبإسناد من مدفعية مواقع إلكترونية وصحفية، طرحته أرضا. وقبل أن يقف على قدميه ويتمالك نفسه، جاءته الضربة القاصمة من حيث لا يتوقع؛ "رئيسه" د. عبدالله النسور نزل في ساحته بحضور النواب، فكسر ظهره.
    حاول جر نفسه والهروب من الموقعة، فلم يقو على كتابة رسالة من سطرين، وظل يترنح في أرضه. وبمجرد أن تسرب لوسائل الإعلام اسم الرئيس الجديد لجامعة اليرموك، حتى انهالت الصواريخ على رأس الوزير من جديد. هذه المرة من أكاديميين معروفين، ووزراء سبقوه لكرسي التعليم العالي، ومعهم لواء إعلامي مدرع.
    وكأن كل هذه المصائب لا تكفي، حتى تفكر جهات التحقيق بفتح ملفات عن قضايا تدور حولها شبهات فساد مزعوم، تعود لسنوات طويلة مضت.
    الحقيقة أن حال الخضرا اليوم "يصعب على الكافر" كما يقول المثل؛ لا حكومة تسنده، ولا حتى وزارته. والإعلام في معظمه يناصبه العداء، والأكاديميون في الجامعات يود بعضهم لو يأكلونه بأسنانهم.
    زملاء للخضرا في مجلس الوزراء يشعرون بالشفقة عليه، ويتمنون لو أنه استقال ومضى، بدل هذه "المرمطة".
    الرجل صاحب تاريخ أكاديمي طويل، ترأس جامعة من أنجح الجامعات الأردنية، ولم تقل بحقه كلمة سيئة إلا بعد أن تسلم حقيبة التعليم العالي، واقترب من "عش الدبابير"، فثارت في وجهه عاصفة هوجاء.
    لكن الوزير الخضرا أيضا شخص غريب الأطوار، قليل الخبرة في الشأن العام. ففي عز الحملة النيابية والحكومية والإعلامية عليه، لم يحرك ساكنا. ردوده كانت خجولة ومقتضبة. وبدا للكثيرين غير مبال بما يدور حوله؛ يتصرف وكأنه وزير في دولة ثانية يتابع أخبار الوزارة من بعيد.
    لم يقدم على الاستقالة، لا لأنه ينوي خوض المعركة حتى النهاية. هذا احتمال مستبعد. الأرجح أنه يخشى عواقبها. رجل مثله حديث العهد بالوزارة، وبلا طموح سياسي، ليس عنده ما يخسره في المستقبل.
    لكن أيا يكن موقف الرجل الغامض، فإن ما يثير السؤال حقا هو حملة التجييش ضده، ودوافعها.
    أشعر أن هناك "كامبين" منظمة تعمل ضد الخضرا؛ تلاحقه في كل صغيرة وكبيرة، وتعد عليه خطواته. "تلخمه" كل ما رفع رأسه، ولا تترك قرارا له يمر من دون ضجة إعلامية.
    البعض يحاربه على النوايا، ويعمل جاهدا لمنعه من اتخاذ أي قرار، ويدفعه دفعا لمغادرة الوزارة. التغييرات التي أجراها في تشكيلة مجلس التعليم العالي فتحت عليه باب جهنم. وترشيحات الجامعات تحولت إلى ساحة معركة حامية الوطيس بينه وبين كل من لم يحالفه الحظ.
    لم يحدث هذا من قبل مع وزير تعليم عال. لماذا مع الخضرا دون غيره تتحول الوزارة إلى كابوس؟





    [15-07-2015 02:08 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع