الرئيسية أحداث منوعة

شارك من خلال الواتس اب
    الإسراف في رمضان يرهق جيوب الأسر

    أحداث اليوم -

    أصبحت المائدة الرمضانية، التي تعتبر من أبرز سمات الشهر الفضيل،تعكس إحدى الظواهر السلبية في مجتمعنا،عندما تلقى كميات كبيرة من الأطعمة على تنوعها في سلة المهملات،بعد أن كانت تتزين المائدة بنوع من المغالاة ،مسلمين بالمثل الشعبي " أن العين تأكل قبل الفم في أحيان كثيرة".

    ترى الكثير من الأسر،أن للإسراف في شهر رمضان جوانب تنعكس عليها من حيث تكبد المصاريف الشرائية التي تتجاوز ضعف ماتنفقه في الأشهر العادية، أو من خلال السلوكيات الغذائية التي تصيب الصائم بسبب إسرافه في تناول الطعام الذي يؤرق جسده من الناحية الصحية والنفسية .

    هناك نساء يتباهين بموائدهن، ويتفنن بأنواع مختلفة من الأطعمة والشراب، ويجعلنها ميدانا للتنافس مع اخريات ،كما تقول الموظفة نسرين قضاه،التي تؤكد أنه مع بداية شهر رمضان تبدأ العزائم التي غالباً ما يأتي اليها الكثير من الأهل والأصدقاء ،الأمر الذي يحتم إعداد أفضل أنواع الطعام وبكميات كافية وبأصناف متنوعة، ما يشكل عبئاً على الأسرة، خاصة مع ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية.

    وتشير إلى أنها حاولت الاقتصاد في حجم الانفاق خلال هذا الشهر الفضيل لكن دون جدوى، فراتب رب الأسرة ينفذ خلال الأسبوع الأول من الشهر .

    ثقافة الاستهلاك تتأصل في عاداتنا ويبين الموظف مازن عبدالله أن ثقافة الاستهلاك باتت متأصلة في مجتمعنا،وتزيد وضع بعض الأسر سوءاً، ما يدفع البعض للاستدانة لتغطية تكاليف الشهر، وهذا بالتالي ينعكس سلباً على الأسر ويثقلها مادياً، خصوصاً مع ارتفاع بعض المواد الاستهلاكية .

    ويشير إلى أن الطعام الذي يعد خلال شهر رمضان لأسرة مكونة من خمسة أفراد تكفي لعشرة، إلا أننا تعودنا أن تحوي المائدة على أطباق متنوعة "من كل شكل ولون" وفي النهاية ً يكون مصيرها "سلة المهملات" .

    ويقول محمد المحصل،إنه خلال شهر رمضان المبارك ينفق ضعف ما ينفقه في الأشهر الأخرى، لأن كل مايتم إعداده يكون مضاعفاً، سواء في الطعام أو الشراب،" كما أنني مطالب بتوفير جميع المتطلبات المنزلية، خاصة أثناء العزائم من أجل أن تصبح المائدة الرمضانية متنوعة".

    ويؤكد أن الإسراف من العادات السيئة خاصة خلال شهر رمضان الكريم، الذي يمتاز بروحانيات وإيمانيات تدعو المسلمين للتخلي عن كل العادات السيئة واللجوء إلى الله تعالى في كل شيء، إلا أن العادات الاجتماعية فرضت نفسها على هذا الحال.

    ممارسات خاطئة على موائد الأسر تقول لارا ابو زايد (ربة منزل)، إن التبذير في هذا الشهر، يعود إلى الاعتقاد الخاطئ بين الناس بأن رمضان، شهر الجود والخيرات والكرم والتلذذ بأصناف الطعام المختلفة، فترى الأم منهمكة في تحضير مائدة متنوعة ومختلفة عما كانت تعده في الأيام العادية .

    وتشير إلى أن الزوج عادة ما يلقي اللوم على الزوجة، التي تقع مسؤولية إعداد مائدة الأفطار عليها ، فيما هي تحمّل المسؤولية للزوج، الذي يطلب منها أن تملأ المائدة بمختلف أصناف الطعام والشراب والحلويات وغيرها،"حتى تبيض وجه أمام الناس" موضحة أن العائلة كلها مسؤولة عن هذا الإسراف .

    حكم الاسراف والتبذير بالطعام مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة، يوضح أن لجنة الافتاء أجابت حول حكم القاء الطعام الزائد في القمامة والإسراف والتبذير ضمن فتوى رقم 1909 الصادرة عن دائرة الافتاء العام،بأن الله تعالى نهى عن الإسراف في الأكل والشرب لقوله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين "الاعراف 31 ، إذ من باب أولى بالتحريم اتلاف المال، لأن إتلاف المال أشد سوءا من الاسراف فيه والله تعالى لا يحب المسرفين .

    ويبين أن النبي عليه السلام مر بتمرة مسقوطة "أي ساقطه" فقال : "لولا أن تكون صدقة لاكلتها "، فاحترام النعمة وصيانتها من باب شكر الله تعالى الذي قال :"لئن شكرتم لازيدنكم ".

    وحول بقايا الطعام من الولائم المبالغ بها،والتي تقام في المنازل والمطاعم،حيث يكون الطعام الأكثر هدرا، فلا يدري صاحب الوليمة ما يفعل بالكميات الهائلة من الطعام المتبقي،مستندا بذلك الى ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام :" من كان عنده فضل زاد ، فليعد به على من لا زاد له " وينصح من يتلف الطعام الذي يمكن استخدامه، التعاون مع الجمعيات الخيرية لأخذه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين، ولهه في ذلك الأجر والثواب، اضافة الى دعوة الجمعيات الخيرية الى تكثيف جهودها في حفظ النعمة وجمع بقايا الطعام والدواء والكساء وتوزيعها على أهل الفقر والقافة من أبناء بلدنا العزيز .





    [24-06-2015 02:06 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع