أحداث اليوم -

الفرعون الأميركي، ذلك الجواد القوى الذي دخل تاريخ بطولات سباقات الخيول، وراءه "فرعون آخر" يهوى وضع الرهانات الناجحة، لكن يحوم حوله جدل بحجم ما يحقق من مكاسب.

أحمد الزيات رجل الأعمال ذو الأصول المصرية، الذي غير اسمه إلى إفرايم الزيات واعتنق الديانة اليهودية، بحسب وسائل إعلام أميركية، بدأ شغفه بالخيل في أحد أندية الفروسية بأحد الأحياء الراقية بالقاهرة.

والزيات من عائلة بارزة في مصر، فجده أحمد حسن الزيات كان أحد رواد الثقافة، ومؤسس مجلة "الرسالة" وهي أعرق المجلات الأدبية في مصر.

أما والده علاء الزيات فكان أستاذا في كلية الطب، والطبيب الشخصي للرئيس المصري الراحل أنور السادات.

ويرجع الفضل في دخول الزيات إلى مضمار سباقات الخيل إلى صفقة شهيرة مع الحكومة المصرية عام 2007 اشترى بموجبها أعرق شركة للمشروبات الكحولية في مصر، "الأهرام للمشروبات".

وباع الزيات لاحقا أسهم الشركة إلى شركة "هاينيكين" العالمية بحوالي 280 مليون دولار، وهو رقم ذكر موقع صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنه يبلغ نحو 4 أضعاف السعر المعلن للشركة الحكومية.

وقال السفير الأميركي الأسبق في مصر، دنيال كرتزر، لـ"نيويورك تايمز"، إن الزيات استفاد جيدا بعلاقات عائلته الوطيدة بمسؤولي الحكومة المصرية، لكنه قام أيضا بعملية تجارية ناجحة، عندما أدخل صناعة "البيرة الحلال" (دون كحول)، إلى مصر ليجني من ورائها الملايين.

تدين وإفلاس

وبعدها اشترى الزيات المهر "بن ميمون" بنحو 4.7 مليون دولار، متيمنا باسم الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون، قائلا وقتها إنه يريد أن يبعث برسالة سلام من خلال اختيار هذا الاسم، وفقا لـ"نيويورك تايمز".

وازدهرت اسطبلات الخيل الخاصة بالزيات لتضم 250 حصانا، بينها "الفرعون الأميركي" الذي فاز مؤخرا بسباقات ديربي وبيركينز وأخيرا بلمونت، ليصبح الحصان الثاني عشر في تاريخ السباقات الذي يحقق الثلاثية، بعد أربعة عقود لم ينجح فيها حصان في تحقيق هذا الإنجاز.

وفي مجال مثل مراهنات الخيول، حيث تسود ثقافة كلمة الشرف وليس العقود، قالت "نيويورك تايمز" أن الزيات تورط في ديون بعشرات الملايين من الدولارات، وقام بإشهار إفلاسه، وغير اسمه إلى إفرايم دايفيد الزيات، قبل أن يدخل في تسوية مع الدائنين عام 2014.

ومع نجاح رهانه على حصانه "الفرعون الأميركي"، وتحقيق إنجاز بارز في عالم سباقات الخيول، فإنه يستطيع، على ما يبدو، استثمار هذه الفرصة الكاملة، بعدما برع في استثمار أنصاف الفرص.