الرئيسية أحداث محلية

شارك من خلال الواتس اب
    شبيلات للنسور حكومتك "بلدية الأردن الكبرى"

    أحداث اليوم -

    في رسالة للمعارض البارز ليث شبيلات كتبها على صفحته على الفيسبوك اليوم الأحد إلى رئيس الوزراء عبدالله النسور قال فيها إنه يود مخاطبته حتى يسمع الآخرون من صناع القرار.

    وكتب شبيلات مخاطباً النسور " مضطر لأخاطبك حتى تسمع الجارة في مطبخ القرار إن كان هنالك طباخون بأكثر من الشيف".

    وهاجم شبيلات رئيس الوزراء لانعدام الولاية العامة لديه، ووصف حكومته بأنها ليست أكثر من "بلدية الأردن الكبرى" ولا علاقة لها بالأمور السيادية.

    وانتقد الشبيلات بشدة تدخل الدولة في شؤون جماعة الإخوان المسلمين ورعايتها لما وصفه انقلاب "مجموعة صغيرة ليست ذات حجم" على القيادة الشرعية للجماعة

    وحذر من جنوح شباب الإخوان نحو التطرف فيما لو استمر التدخل الحكومي بشؤون الجماعة كما نصح الدولة بعدم التدخل في احتفالية الإخوان المرتقبة الشهر القادم.

    وفيما يلي نص الرسالة:


    دولة الدكتور عبد الله النسور

    رئيس الوزراء المحترم عمان 26 -4 - 2015

    أخي أبا زهير

    الموضوع : أليس فيكم رجل رشيد؟ تدفعون بالشباب دفعاً نحوالتطرف !

    سياستكم مع جماعة الإخوان المسلمين نموذجاً !

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

    كنت أود أن أخاطبك لأصل إليك أنت لو كانت لدي قناعة أنك صاحب القرار (تماما مثلما كنت أتمنى ذلك لكل رئيس وزراء قبلك، معظمهم خذل المنصب ) ولكنني مضطر لأخاطبك حتى تسمع الجارة في مطبخ القرار إن كان هنالك طباخون بأكثر من الشيف. فمعظمهم معاون طباخ لا يجرؤ على تقديم وصفة من إبداعاته للشيف. حتى أني لست متأكدا من أنك داخل المطبخ ابتداء. ولكنك دستورياً صاحب الولاية العامة دون غيرك دون منزع لا يشاركك فيها إلا مجلس وزرائك. أما عمليا فمجلس الوزراء في مكان والولاية العامة في مكان آخر.

    أخاطب الطباخين " أولي الألباب" مناقشاً بموضوعية وصفات يعتقدون أن فيها الصحة والعافية للبلد ويرى فيها العقلاء مغصاً معويا قد يصيب البلاد بالتسمم. أخاطبهم من خلال صاحب الحق في الولاية العامة بخصوص موضوعة جماعة الإخوان المسلمين والتلاعب بشؤونهم الداخلية برعاية واضحة لانشقاق مجموعة صغيرة غير ذات حجم وتبنيها الرسمي كجهة شرعية تمثل الجماعة مع أن الغالبية الساحقة من منتسبي الجماعة متمسكين بالأطر الاصلية القديمة ويرفضون الوليد المشبوه الجديد . ومن حسن الحظ أن أحداً لا يستطيع أن يتهمني بأنني صاحب مصلحة خاصة أو حزبية في هذا الأمر، عدا عن المصلحة الوطنية، فغالبية الأردنيين والعرب يعرفون جيداً نقدي المستمر والعميق لأداء قيادات الإخوان وليس لمبادئهم . لكن الإنصاف ثم المصلحة الوطنية يأبيان علي أن لا أدافع عنهم أو عن غيرهم من قوميين أو يساريين أو ليبراليين إذا تم استهدافهم بظلم خاصة إذا كان الاستهداف مضرا بأمن الوطن. أما استهداف أي كان بالعدل فلا غضاضة فيه. ولا شك بأنني كإنسان يوصف بأنه قومي إسلامي أغار على مسيرتهم من سوء الإدارة عندهم وهو سبب نقدي لهم ، ولكني أغار عليهم غيرة أشد من تعرضهم لظلم يسلط عليهم يهدف إلى تفتيتهم وهو سبب دفاعي عنهم اليوم. لكن الأهم من ذلك كله والأوجب هو الغيرة على البلد ! إذ أن الوطن لديه من المشاكل المستعصية داخليا وخارجيا ما يكفيه ولا يحتمل قراءات وتصرفات خاطئة تفتعلها الحكومة تولد أحداثا تؤدي إلى جريان الرياح بما لا تشتهي السفن.

    قد سبقني في نقد هذا الموقف العديد من الأكارم وأخص بالذكر منهم الزميل المهندس الشيوعي الصادق الشهم سعد العلاوين الذي لم يستجب لعاطفة تزين له الشماتة بالإخوان المسلمين بل غلب حبه لمصلحة الوطن أي موقف مخاصم لهم فكتب أسطراً كلها حكمة ونبل وحرص على أمن الوطن خاصة إذ تصدر عن خصم سياسي عنيد للإخوان فتحية له وللعديد من الأقلام التي لا علاقة لها بالإخوان التي استفزها قصر النظر الواضح في سياسية الحكومة الجديدة مع الاخوان.

    بناء على ما تقدم أقدم تقديرا أمنيا لا أتوقع من مدير المخابرات العامة ( دائرة الذكاء intelligence service ) الذي هو صاحب مخزن المعلومات والذي يدير الأدمغة الأمنية للبلاد والمسؤول الأول عن إعطاء أدق التقديرات لمسؤوليه أن يخالفني فيه ، وإن فعل فأنا على استعداد لأن يناقشني فيه بكل الرحب والسعة في المكان الذي يختار حتى نصل إلى وصف دقيق للحال فلا نغش أنفسنا بتصرفات مفاسدها أكثر بكثير من منافعها.

    ليست هذه المرة الأولى التي تتصرف السلطة فيها بغير مصلحتها ففي مسيرتي السياسية السابقة كم من مرة استهدفتني السلطة بغباء صبت نتيجته لصالحي ورفعت من شأني بينما أضعفت من رصيدها حتى أن عبد الباري عطوان كتب يوم أن تم الاعتداء علي بالضرب بسبب موقفي من الأراضي التي سجلت ظلما باسم الملك قائلا ما معناه : (عجيب أمر الحكومة الأردنية كلما ينسى الناس ليث الشبيلات تعيد الحكومة إحياء ذكره معيدة إياه إلى مقدمة الساحة بتصرفاتها ! فتقدم له خدمات علاقات عامة ودعاية ثمينة دون مقابل) . من هذا المنطلق أرفع الصوت اليوم بما لا يجهله كثير من العقلاء بأن سلطات بلدي تقدم خدمات علاقات عامة غالية الثمن دون مقابل للتنظيمات الإسلامية المسلحة وبالذات وبالأخص في تعاملها مع جماعة الإخوان المسلمين.

    فأولا ، إن الزعم بأن الاخوان خطر على النظام غير صحيح إطلاقا والتاريخ الموثق يثبت العكس تماماً ولا يخفى ذلك على أحد. ثم حتى الزعم بأنه تنظيم مخيف له رهبته غير صحيح بدليل أن جل انتقاد أمثالي له طوال السنوات ينصب على ضعف مواقفه جميعها تقريباً حتى صرحت على الفضائيات أكثر من مرة بما يلي : (بئست المعارضة هكذا معارضة ! هذه معارضة تطيل العمر ينصح الطبيب رئيس الحكومة أن يأخذ حبة معارضة صباحا وحبة مساء لإطالة عمر حكومته ). ويذكرني ذلك بمقولة للمرحوم سليمان عرار عام 86 أو 87 بعد أن ترك منصب وزير الداخلية بعدة أشهر وذلك عندما اعتقلت الحكومة القيادات الشيوعية في ذلك الوقت ، قال لي بخفة دمه المعروفة : (الله لا يعطيهم عافية ، والله لو أرادت الحكومة أن تفصل شيوعيين لصالحها تفصيلا لما استطاعت أن تأتي بأفضل من هؤلاء). وأنا أقول بأن ذلك ينطبق على جميع قوى المعارضة اليوم ( قلم قائم) من اسلاميين إلى يساريين مرورا بالقوميين.

    أما عش الدبابير الذي تلعب به الحكومة اليوم فليس وصفاً له بأفضل من وصف الصديق فهد الريماوي لحال هكذا عش إذ يقول : (إن التنظيم "المعارض" الكبير الذي لا يتحرك ليس إلا معتقلا كبيرا لصالح السلطة) . فقياداته تضبط عواطف وعنفوان الشباب الذين لولا التنظيم لكان لهم تعبيرات أخرى . ومن لا يعرف أن هذا الوصف ينطبق على مسيرة الإخوان يحتاج إلى فحوصات طبية لمداركه.

    إن الحكومة لتقدم خدمات تجنيد جليلة للتنظيمات الإسلامية المسلحة بتحطيم أسوار ذلك "المعتقل" الذي سيتسبب في تحرير إرادة الشباب وإطلاقهم للبحث عن خيارات أخرى. خيارات لن يستفيد منها لا العجوز الذنيبات المتحرك ولا الكهل الشبيلات المعتزل ، طبعاً ولا بكل تأكيد الدولة العتيدة !!!!

    فأي غبي بعد اليوم يستطيع أن يقنع الشباب بنجاعة الديموقراطية بعد أن أجهضت نتائج الصناديق في الجزائر ثم في فلسطين ثم في مصر (مع التنكيل والبطش وعودة النظام القديم بأشرس مما كان.) وبعد عدم تحمل الحكومة الأردنية تنظيما شديد النعومة السياسية كالإخوان ( لدرجة مملة) . في الوقت الذي يصادر فيه القصر ما تبقى من سلطات الشعب بتعديلات دستورية ( تعيين وزير الدفاع ورئيس الأركان ومدير المخابرات) شطبت نهائيا سلطات الحكومة وكانت السمار الأخير في نعش الديموقراطية الخداج . وأكدت أن الحكومة لا علاقة لها بالأعمال السيادية وليست بأكثر من بلدية الأردن الكبرى .وما الشعب إلا ضيف على هذه البلدية.

    أتريدون أن تقنعوا الشباب بعدم التوجه إلى داعش وأخواتها وأنتم أكبر محرك دافع لهم لكي يفعلوا؟ فلولا التطرف الفكري من تكفير وعدم قبول الآخر لما كان لمؤمن بالله ورسوله عذر في عدم الالتحاق بالدولة الاسلامية أفلا تصحو أدمغة القرار على هذه الحقيقة؟ .؟ فكم من شاب سيتوقف عند صحة فكر التكفير من عدمه مثل ما نفعل معشر الكهول عندما يكتشف أن الآخر الذي رضي هو بمشاركته غير قابل به حتى ينضبط عنده القرار؟

    فلا تتلاعبوا بالاخوان المسلمين الذين يربون شبابهم وبناتهم على قبول المشاركة مع الآخر فليس مستبعدا على كثير من شبابهم بعد إفشالهم بطرق لئيمة بعيدة عن العدالة والإنصاف الانتقال إلى خنادق أخرى يعتقدون أن فيها خدمة دينهم والرائج منها اليوم تكفيري يرفض التزاوج مع ديموقراطية كنتم أول من اغتصبها وما عاد حتى عاشقها يستسيغها.

    عجيب أمر هذه الدولة الغارقة في الديون والأعباء تتصرف كدولة عظمى : عاصمة للحرب على داعش في سوريا والعراق وحرب في اليمن وتفاهم مع حفتر في ليبيا ودرك في البحرين وفوق ذلك كله تشعر بالأمان التام لتفتح جبهة داخلية مع من؟ مع من لا يريدون أن يفتحوا عليها أية جبهة؟



    لست أدري إن كان هذا الكلام سينزل في المكان الذي يليق به عند من يغارون على استقرار الوطن . آمل أن تستفيد السلطة ولو مرة واحدة من النصيحة ولا يركبن "الفصحاء" رؤوسهم فنضيف مشكلة جديدة ليست بالسهلة إلى سلة مشاكلنا العديدة . فالاخوان يقيمون مهرجاناتهم بحرية منذ سبعين عاما ولا داعي لمصادمتهم يا أولي الألباب.

    مع التحية والاحترام

    المهندس المهندس ليث الشبيلات





    [27-04-2015 09:51 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع