الرئيسية مقالات واراء

شارك من خلال الواتس اب
    أحمد هايل: قلوبنا معك

    تحوّلت وجهة اهتمام الأردنيين أمس إلى الكويت، وأصبحت صحّة وسلامة نجمنا الكروي أحمد هايل، الموضوع الرئيس لمواقع التواصل الاجتماعي، ومحط اهتمامات شريحة كبيرة من المواطنين، بعد أن دخل في غيبوبة على إثر ضربة قاسية على الرأس، تعرّض لها خلال مباراة القمة في الدوري الكويتي بين ناديه العربي ونادي الكويت.
    فضلاً عن أنّ هايل هو هداف رائع، فإنه يذكّرنا بأبرز نجوم الكرة الأردنية الكبار. بالإضافة إلى ذلك، هو "نجم محبوب"، له رصيد كبير من المحبة لدى الأردنيين لأخلاقه وتواضعه. ومما زاد من تعاطف الأردنيين معه، ذلك الاهتمام الملحوظ من قبل مسؤولي النادي العربي، والمداخلة الهاتفية لمساعد رئيس النادي، خليل البلاّم، التي كان يبكي خلالها خوفاً على هايل ويطالب الجمهور بالدعاء له.
    ما نأمله هو أن تستمر الأخبار الجيدة المطمئنة عن صحته، والتي بدأت بالظهور مساء أمس، وأن نراه قريباً جداً في الملاعب الخضراء، مع ناديه ومع المنتخب الوطني. لكن مع ذلك، من الضروري أن نتوقف عند ما حدث لهايل لنتساءل مرّة أخرى عن حالة الكرة الأردنية، والتراجع الذي أصاب المنتخب الوطني في الأعوام الأخيرة، بعد فشلنا في الوصول للمرّة الأولى لنهائيات كأس العالم الأخيرة، في حين وصلنا إلى مرحلة متقدمة قبلها في أمم آسيا 2004، ثم في تصفيات كأس العالم، لكن ليتراجع الأداء بعد ذلك بدرجة كبيرة.
    في الأثناء، تراجعت قيمة دوري المحترفين، وتدنّى مستواه كثيراً، مع هجرة اللاعبين المتميزين، مثل هايل ومصعب اللحام وخليل بني عطية وغيرهم إلى أندية الخليج، وبعضهم إلى أندية مغمورة تماماً. وكذلك أوضاع النادي العريق، الفيصلي، التي تشهد تراجعاً غير مسبوق.
    لست خبيراً كروياً. لكن هذه اللعبة أصبحت اليوم من عوامل "القوة الناعمة" في الدولة والمجتمعات، وتتجاوز دائرة الاهتمام بها نخبة محدودة رياضية؛ إذ نجد اليوم أجيالاً كبيرة وواسعة من الأطفال والشباب الصغار تعشقها، وتنامت أبعادها الثقافية والمجتمعية والسياسية، وحتى الاقتصادية.
    من الضروري أن يتم الالتفات بدرجة أكبر إلى وضع استراتيجيات حقيقية لنقل هذه الرياضة إلى مستوى أعلى من الاهتمام، ولاستعادة البطولة المحلية أهميتها، ولدعم الأندية الكروية لتواجه أزماتها المالية. وهنا يكمن التساؤل عن دور القطاع الخاص ومشاركته، كما هي الحال في الدول الأخرى في هذا المجال.
    كنت أشعر بالحزن الشديد وأنا أستمع إلى بعض لاعبي النادي الفيصلي عن تأخر الرواتب لفترة طويلة، أو حديث المدرب الوطني المتميز عيسى الترك، المدير الفني لنادي الجزيرة الرياضي، عن إصرار النادي على الصعود والتميّز الملحوظ خلال العام الحالي، بالرغم من شحّ الإمكانات إلى درجة كبيرة.
    هناك اليوم مراكز الأمير علي للواعدين، وكثير من الأهالي يضعون أبناءهم في أكاديميات كروية، بعضها جيد والآخر رديء؛ منها ما يحمل صيغة قانونية بانتسابه للمجلس الأعلى للشباب، وأخرى عشوائية. إلاّ أنّه من المهم تنظيم هذا المجال بصورة أفضل بكثير مما هو مطروح حالياً، لاستيعاب نسبة كبيرة من الأجيال الجديدة التي تحب هذه اللعبة الشعبية وتعشقها، وهي أجيال تضم اليوم بذورا لنجوم كبيرة، يمكن أن تكون شبيهة بنجوم عالميين كبار.
    الحديث يطول، ولنا عودة إليه بالتأكيد. لكن ما حدث مع هايل مهم لنتوقف عنده جيداً. إذ يمكن تخريج نجوم كبار في الرياضة الأردنية، في مختلف الألعاب، لكن إذا كانت هناك البيئة الحاضنة؛ من مؤسسات وملاعب وعناية، وأكاديميات علمية.
    لم أسمع، حتى كتابة هذا المقال، أنّ رئيس الحكومة أو مسؤولاً كبيراً قام بالاتصال مع هايل للاطمئنان عليه، خارج إطار الاتحاد الأردني لكرة القدم. أليس هذا دليلا واضحا على عدم إدراك المسؤولين لقيمة هذا اللاعب والرياضة؟ ويمكن أن تضيفوا إليها الفنون والثقافة!





    [15-04-2015 09:17 AM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع