الرئيسية
ترند الحدث
أحداث اليوم - إيلون ماسك يكشف صدفةً واحدة من أكبر شبكات اللجان الإلكترونية في العالم… والمفاجأة: أن نصف من يهاجمونك ويشتمون بلدك — أيًّا كانت جنسيتك — ليسوا بشراً حقيقيين أصلاً!
بدأت القصة بتحديث بسيط في منصة "إكس"، كان يُفترض أن يكون أمرًا عاديًا، لكنه حمل معه خاصية جديدة تسمح للمستخدم بمعرفة الموقع الجغرافي الحقيقي لأي حساب يتابعه، أي الموقع الفعلي الذي يبثّ منه الجهاز، وليس الموقع الذي يكتبه الشخص في ملفه الشخصي.
هذا التحديث — بحسب تقدير الكثير من الإعلاميين — كان موجهاً بالأساس لكشف حملات التأثير على الرأي العام الأمريكي. وقد فعل ذلك بالفعل، لكن تأثيره العالمي كان أشبه بانفجار قنبلة إلكترونية هزّت العالم.
فما إن ظهرت الخاصية الجديدة، حتى بدأ المستخدمون بفحص المواقع الحقيقية للحسابات التي يتابعونها، لتظهر الصدمة:
حسابات تعمل ليل نهار وتزعم أنها لنشطاء مصريين يهاجمون مصر، تبيّن أن مواقعها في تركيا وبريطانيا والإمارات.
وصفحات سعودية تشتم في السعودية، ظهر أنها تُدار من قطر وبريطانيا.
وحسابات تثير الفتن بين المغرب والجزائر، تبيّن أنها تُدار من دول أوروبية لا علاقة لها بأيٍّ من البلدين.
كما ظهرت حسابات تدّعي أنها سورية وطنية، بينما تدار فعليًا من إسطنبول.
وحسابات بأسماء فتيات من الخليج ينشرن محتوىً مستفزًا، ثبت أنها تُدار من بريطانيا.
أما الرابط الأخطر بين غالبية هذه الحسابات فهو التالي:
آلاف الحسابات التي تكتب بلهجة عربية “فصيحة ونظيفة” وتهاجم العرب وتثير الفتن بين الدول العربية… اتضح أنها تُدار من إسرائيل، وتحديدًا من داخل الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال، وهي الوحدة المتخصصة في الحرب السيبرانية وإدارة حملات التأثير.
هذه الوحدة معروفة منذ سنوات بأنها مسؤولة عن الحملات الموجهة لإحداث الانقسامات داخل المجتمعات العربية وبثّ الفتنة بين الشعوب.
وفي هذه الفضيحة الأخيرة، ظهر للعلن أن الكثير من الحسابات التي تحمل أسماء مثل "عمر" أو "ريم" أو "سعودي أصيل" أو "مصري أصيل"، إنما تُدار في الحقيقة من ضباط متخصصين في تحليل اللهجات العربية وتزييف الهوية لإثارة الفوضى.
أي أن الغالبية العظمى من "النشطاء" الذين يهاجمون مصر والسعودية والإمارات والمغرب والجزائر وسوريا ولبنان والسودان وغيرها، اتضح أنهم ليسوا عرباً من الأصل، بل عناصر من وحدات إلكترونية صهيونية.
وبذلك أصبح واضحًا أن جزءًا كبيرًا مما نراه على المنصات ليس “غضب شعوب”، ولا “اختلاف ثقافات”، بل مشروع متكامل يهدف إلى تفكيك المجتمعات العربية وإشعال الكراهية بينها، إضافة إلى آلاف الحسابات التي تُدار بالذكاء الاصطناعي وتعمل على مدار الساعة لإيهام المستخدمين بأنهم محاصرون وأن بلدانهم مكروهة.
ولم تتوقف الفضيحة عند العالم العربي فقط؛ ففي الولايات المتحدة نفسها، عندما بدأ الناس بفحص الحسابات السياسية التي تؤجج الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين، اكتشفوا أن معظمها يُدار من روسيا والهند وبنغلادش… وإسرائيل أيضًا.
ومجرد أن ظهرت الخاصية وانتشر الأمر، لم تمر ساعة حتى اختفت معظم تلك الحسابات، ثم سارعت المنصة إلى تعطيل الميزة وإغلاقها بالكامل.
وهذه ليست الفضيحة الأولى؛ فقد سبق لماسك أن أوقف الترجمة الفورية من اللغة العبرية، بعد أن كشفت ترجمات منشورات حسابات إسرائيلية — رسمية وغير رسمية — أنها تكتب تحريضًا صريحًا على الإبادة في غزة دون أي عقوبة، بينما تُعاقب الحسابات العربية التي تتحدث عن فلسطين.
ووفق تقارير صحافية دولية، فإن هناك موظفين سابقين من جيش الاحتلال داخل فرق الإشراف على المحتوى في منصة X، وهو ما يفسر الانحياز ضد المحتوى العربي والإسلامي.
إن ما حدث كشف لملايين المستخدمين أن الفتنة اليومية على المنصة ليست خلافات طبيعية بين الشعوب، بل جزء من حرب نفسية إلكترونية موجهة.
وما دام هذا قد حدث في منصة واحدة، فكيف الحال في فيسبوك وإنستغرام وثريدز وغيرها؟



