الرئيسية بالعامية

شارك من خلال الواتس اب
    خالد القضاة: أيقونة إعلامية يسطر بقلمة ملحمة الدفاع عن الحقوق

    أحداث اليوم - بين ثنايا الحقيقة المكلومة وصرخات المظلومين، يبرز اسمٌ عَلَمٌ في سماء الإعلام؛ إنه الشريفُ الصحفيُّ المُخضرم، خالدُ القضاة، الذي حملَ همَّ الأمةِ على كتفِهِ، وجعلَ من قلمِهِ سيفًا يُدافعُ عن دماءِ الشهدا'ءِ في فلسطين.
    كما قال الشاعرُ الزهاوي: "إِذَا الذِّمَّةُ اِنْتَكَثَتْ، فَالصَّحِيفَةُ حَرْبٌ"، فكان ضميرُهُ حصنًا لضحايا العدوان، وصوتُهُ منارةً للمستضعفين.
    خالدٌ كخالدِ بنِ الوليدِ في ميدانِ المهماتِ المصيرية، لا يَعرِفُ المساومةَ على الحق، ولا يَهابُ تبعاتِ القول. كان العصبَ المتينَ في تدريبِ أجيالِ الصحافةِ بنقابةِ الصحفيينَ الأردنيين، وصديقَهُ المتناغمَ الذي كان عونًا للنقيبِ السابقِ راكانَ السعايدة في اتخاذِ القراراتِ المصيرية، فكانا شريكين فكريين تكمَّلَتْ فيهما الرؤيةُ والموقف.
    وهنا لا بدَّ من وقفةِ إجلالٍ للنقيبِ راكانَ السعايدة، الذي لم يكن قائدًا للنقابة فحسب، بل رايةَ الشرفِ والمواقفِ المشرفةِ على كلِّ الصعد.
    كما قال المتنبي: "وَلِلْحُرِّ حُرْمَتَانِ: حُرْمَةُ الْمَكَانِ، وَحُرْمَةُ الزَّمَانِ"، فحافظ على حرمةِ المهنةِ وكرامةِ الصحفيين، ووقف مع الحقِّ في أحرجِ اللحظات، داعمًا لصحفيي غزة وفلسطين بكلِّ ما يملك.
    عهدُهُ في النقابة كان عهدَ العطاءِ والإنصاف، وشهد له الجميعُ بحكمتِهِ وتواضعِهِ، فكان خيرَ خلفٍ لخيرِ سلف.
    كان خالدٌ عضوًا بارزًا في مجلسِ النقابةِ خلال دورتِها السابقة، لكنَّ أبرزَ مواقفِهِ تصدَّرَها دفاعُهُ المستميتُ عن صحفيي غزة وفلسطين، الذين سقطوا شهد'اءَ على مذبحِ الحقيقة، أو واجهوا القتلَ العشوائيَّ بمحتلٍ ظالمٍ لا يرعى في إنسانٍ إلاً ولا ذمةً.
    فيهِ تتجسَّدُ العربيةُ الأصيلةُ، فتلمسُ النخوةَ في عباراتِهِ العصبيةِ، والحكمةَ في تصرفاتِهِ الرصينةِ، والخلقَ الساميَ في تعاملاتِهِ. يقولُ الحقُّ تبارك وتعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ (فصلت: 33)، فهو المؤمنُ بقضيةِ العربِ الأولى، لم تَخُنْهُ ضميرُهُ، ولم تَنْحَرِفْ بوصلةُ مبادئِهِ، بل ظلَّ المدافعَ الأبرزَ عن دماءِ الشهداءِ وأقلامِ الحقيقة في فلسطين، مهمتُهُ تتعالى على العملِ الصحفيِّ لترتقيَ إلى رسالةٍ إنسانيةٍ خالدة.
    هذا ليسَ تبجيلاً لقرابةٍ أو نسبٍ، بل رصدٌ لواقعٍ يشهدُ بأنَّ خالدَ القضاةَ ليسَ صحفياً عادياً، بل رايةُ العدالةِ في زمنِ الجور.
    ينتمي إلى عشيرةِ من الأشراف سطَّرَتْ أسمى صفحاتِ الإصلاحِ والعطاءِ، فكانت هذه البيئةُ الإصلاحيةُ حاضنةً لمواهبِهِ، كما يقولُ المثلُ الشعبي: "الشجرةُ الطيبةُ أصلُها ثابتٌ وفرعُها في السماء"، فأصلُهُ ثابتٌ في فلسطين، وفرعُهُ يُظلِّلُ المظلومينَ في كلِّ مكان.
    حماكَ اللهُ يا خالدُ، أيها الزميلُ الصديقُ وابنُ العمومةِ، من عيونِ الحاسدينَ وأعداءِ الحق.
    وجعلكَ صوتَ الحقيقةِ الذي لا يُخيفُهُ رصاصٌ ولا قنابل، فها أنتَ تتبنى التجديدَ في العملِ الإعلامي، وتواكبُ التطوراتِ بوعيٍ عميق، وتُدرِّبُ في الذكاءِ الاصطناعي والأنظمةِ الذكيةِ، لكنَّ قلمَكَ لم ينسَ شهدا'ءَ الحبرِ في غزة، الذين سقطوا وهم يوثقونَ الجرائمَ ويكشفونَ الزيف.
    وعندما يطيرُ في طائرتِهِ قاصداً بلداً، لا يغادرُ هواةً بل رسولاً لقضيةٍ يؤمنُ بها ويعملُ من أجلها: فلسطينُ أولاً، ودماءُ الصحفيينَ وديعةٌ في رقبتِه.
    أيها القلمُ الذي يفيضُ بالحبِّ والعطاءِ، كما قال جبران خليل جبران: "العطاءُ حياةٌ، والمنعُ موتٌ"، فلتستمرَّ يداكَ تُحْيِيانِ الحرفَ النبيل، ولتتعززَ مسيرتُكَ بالعلمِ والإخلاص. ندعو لكَ بالصحةِ والعافيةِ، وألا يجفَّ لكَ نبعُ الإبداع، فأنتَ كما وصفكَ الفلاسفةُ: "رجلٌ يصنعُ التاريخَ بقلمِهِ قبلَ أن يصنعَهُ بأفعالهِ"، وأنتَ اليومَ تُسطِّرُ بدموعِكَ وقلمِكَ ملحمةَ الدفاعِ عن أقدسِ قضيةٍ في الوجود.





    [24-11-2025 02:46 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع