الرئيسية تقارير

شارك من خلال الواتس اب
    بعد خروجه من الحكومة .. شغف بشر الخصاونة بالقانون يقوده إلى مقاعد التدريب في نقابة المحامين

    أحداث اليوم - لم يكن منصب رئيس الوزراء نهاية المسار المهني للدكتور بشر الخصاونة، بل بدا — كما يصفه محيطه — نقطة عودة إلى الشغف الأول؛ شغف القانون الذي لازمه منذ بداياته الأكاديمية وحتى مسيرته الدبلوماسية والسياسية. وبعد أن غادر الدوار الرابع، اختار الخصاونة العودة إلى الجذور، ليس عبر الاستشارات أو المناصب الرفيعة، بل عبر الطريق الأصعب: التسجيل كمحامٍ متدرّب، والجلوس في قاعات التدريب بين شباب وشابات يخطون أول الطريق.

    شغف لم يُطفئه كرسي الرئاسة

    بالنسبة للخصاونة، لم يكن منصب رئيس الوزراء ذروة المسيرة، رغم ثقله وحضوره. فالرجل الذي حمل لسنوات حقائب السياسة والدبلوماسية، ظل يرى نفسه أولًا ابن القانون، وتلميذ مدرسته الصارمة، وهو ما يفسّر إصراره على خوض مسار المحاماة من بدايته الطبيعية.

    مصادر مقربة تؤكد أن الخصاونة اعتبر أن ممارسة المهنة ليست وجاهة ولا امتدادًا لمنصب، بل “حرفة” تبدأ من الصفر. لذلك اتخذ قرارًا غير مسبوق لرئيس وزراء سابق: أن يصبح محاميًا متدرّبًا، يجتاز التدريب والدورات ويؤدي المتطلبات كما يؤديها أي خريج جديد.

    من الحكومة والدبلوماسية… إلى قاعات التدريب

    لم تمضِ أسابيع على مغادرته رئاسة الوزراء حتى تقدّم لامتحان القبول في نقابة المحامين، ثم سجّل رسميًا في سجل المحامين المتدربين. واللافت أن الخصاونة بدأ حضوره في معهد تدريب المحامين، جالسًا إلى جانب محامين شباب، في مشهد اعتبره البعض “تواضعًا مهنيًا” واعتبره آخرون “وفاءً لشغف قديم”.

    الخصاونة الحاصل على بكالوريوس القانون من الجامعة الأردنية ودرجات عليا في العلاقات الدولية والقانون الدولي، قضى سنوات طويلة في مواقع رسمية مرموقة: سفيرًا، وزيرًا، رئيسًا للديوان الملكي، ثم رئيسًا للوزراء. ومع ذلك، لم تطفئ هذه المناصب شغفه الأصلي بالقانون وممارسته.

    قيمة الرسالة المهنية

    تسجيل رئيس وزراء سابق في خانة “محامٍ متدرّب” لم يمرّ مرور الكرام في الوسط القانوني والإعلامي؛ فهذه الخطوة حملت رسائل متعددة، أهمها:

    العودة إلى التخصص رغم المناصب الرفيعة

    احترام المهنة واشتراطاتها دون تجاوز

    التأكيد أن المعرفة القانونية لا تستبدل مهما ارتفع المنصب

    إيصال رسالة للشباب بأن المسار المهني لا ينتهي بمنصب

    ويرى قانونيون أن خطوة الخصاونة قد تشكل سابقة أخلاقية ومهنية في احترام الهيئات النقابية ومسارات التدريب، وتكسر الصورة النمطية عن “الاستثناءات”.

    شغف مستمر… ومسار جديد

    يبدو أن الخصاونة، الذي عرف عنه هدوؤه ورصانته والجدية في إدارة الملفات القانونية خلال مسيرته، اختار لمرحلة ما بعد رئاسة الوزراء أن يعود إلى المجال الذي أحبه منذ البداية.
    ووفقًا لمراقبين، فإن دخوله ميدان المرافعات والاستشارات القانونية قد يعيد صياغة مسار جديد له، يجمع بين خبرته السياسية والدبلوماسية وقوته المهنية في القانون.

    كما أن خبرته في القانون الدولي والعلاقات الدولية قد تمهد لظهوره في القضايا الكبرى أو المؤسسات القانونية الدولية مستقبلًا، أو حتى التعليم والبحث القانوني.





    [23-11-2025 01:02 PM]
التعليقات حالياً متوقفة من الموقع