الرئيسية
أحداث منوعة
أحداث اليوم - في عصر تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتشابك فيه الضغوط اليومية، بات التوتر النفسي أحد أخطر التحديات التي تواجه الصحة العامة، حيث تحذر دراسات طبية من آثاره الممتدة التي قد تصل إلى أمراض مزمنة يصعب الشفاء منها بالكامل.
وفي تقرير لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أجمع أطباء وخبراء على خطورة استمرار التوتر، الذي لا يقتصر أثره على الصحة النفسية فحسب، بل يمتد إلى القلب، والجهاز الهضمي، والمناعة، والوزن، وحتى جودة النوم والعلاقات الاجتماعية.
عادات غذائية مضطربة... وأمراض مزمنة
الدكتور رضوان بني مصطفى، استشاري الطب النفسي بمستشفى الجامعة الأردنية، أوضح أن التوتر المزمن يرتبط مباشرة بظواهر مثل "الأكل العاطفي"، حيث يلجأ الإنسان إلى تناول الطعام كرد فعل عاطفي وليس بدافع الجوع، ما يؤدي إلى الإفراط في استهلاك الأطعمة عالية الدهون والسكر.
وأشار إلى أن هرمون الكورتيزول، الذي يُفرَز أثناء التوتر، يزيد من الشهية ويغير تفضيلات الطعام نحو ما يعرف بـ"الأطعمة المريحة"، ما يعزز زيادة الوزن، مشاكل الجهاز الهضمي، وارتفاع ضغط الدم.
دراسات من جامعات مثل هارفارد وكاليفورنيا كشفت أن التوتر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 50%، ويجعل الأفراد أكثر عرضة للاكتئاب والقلق بنسبة 40%، كما يُضعف جهاز المناعة، مما يفتح الباب أمام الأمراض والالتهابات وحتى السرطان.
العلاج السلوكي والمعرفي... والأدوية كخيار داعم
بيّن بني مصطفى أن من أنجع طرق التعامل مع التوتر هو العلاج السلوكي المعرفي، الذي يركز على تعديل الأفكار السلبية والتفاعل مع الضغوط بشكل متوازن. وأضاف أن العلاج الدوائي قد يكون ضروريًا في الحالات الشديدة، لكنه ليس حلاً منفردًا.
الغذاء كجزء من الحل
من جانبه، قال أخصائي التغذية محمد البيطار إن التوتر المزمن يعطّل التوازن الغذائي ويؤدي إما إلى فرط الأكل أو فقدان الشهية، ما ينعكس سلبًا على صحة الجسم والوزن.
وقدّم البيطار مجموعة من النصائح الغذائية للمساعدة على إدارة التوتر، منها:
تناول الأغذية الغنية بـالمغنيسيوم مثل الشوكولاتة الداكنة والمكسرات.
الاعتماد على الأوميغا 3 المتوفرة في السالمون وبذور الشيا.
الابتعاد عن السكريات المصنعة والكافيين الزائد.
الإكثار من شرب الماء وممارسة تمارين الاسترخاء مثل اليوغا والتأمل.
شهادة من الواقع
محمد إحسان (36 عامًا)، يعمل في قطاع المبيعات، يروي كيف تسبب له التوتر المزمن في صداع دائم، مشاكل في النوم، إرهاق جسدي وعقلي، ونوبات من القلق والعزلة. كما أثّر على صحته الجسدية والنفسية، ما اضطره إلى مراجعة مختصين لتفادي تدهور حالته.



