أحداث اليوم - ظلت عمان القديمة الممتدة من عين رأس العين – خلف مبنى مركز الحسين الثقافي – وحتى عين غزال، لمدة تزيد عن أربعة قرون، من دون سكان. وتتحدث كتب التاريخ والتاريخ الشفوي للناس، أن من أبرز ما جعل المدينة خالية من السكان هذه المدة الطويلة أن عمان تعرضت لعدد من الزلازل، فأحجم الناس عن السكن فيها، برغم أنها كثيرة المياه، وبساتينها حول سيلها طيبة الثمار، كما يقول الرحالة العرب. لكن تحدثت مصادر أخرى عن استيطان الملاريا حول سيل المدينة، ما تسبب في هجرة سكانها والابتعاد عن أسباب المرض والموت.
في منتصف سبعينات القرن التاسع عشر اختارت عائلات مهاجرة من قبلية "شابسوغ" الشركسية منطقة "الشابسوغ"، المعروفة الآن في وسط البلد، لتسكن فيها قريبة من مياه سيل عمان. بالفعل نظفت السيل وتمكنت من إعادة الحياة للمدينة.
الصورة: عمان قبل أكثر من مئة عام. ما يظهر في الصورة منازل قليلة حول سيل عمان، إضافة إلى البساتين، وقد ظل أهالي عمان حتى نهاية العشرينات يسكنون حول السيل، فظلت الجبال حول الوادي فارغة من دون سكان، إلى أن بنى أول أردني منزلًا له في جبل عمان – في المنطقة التي تقع الآن نهاية شارع الرنبو -، ومنها بدأت تظهر بيوت متناثرة في جبال عمان واللويبدة والحسين والأشرافية والجوفة والنظيف وهكذا توسعت عمان إلى أن أصبح عدد سكانها اليوم أكثر من خمسة ملايين نسمة، ومساحتها أكثر من 1.5 ألف كم مربع.
يتحدث التاريخ الشفوي لأهالي عمان أن أول من بنى له منزلًا في جبل عمان هو الشيخ عودة القسوس.