أحداث اليوم - تعود هذه الصورة إلى عام 1979، وهي لحي المهاجرين. لاحظوا أن شكل المباني لم يتغير كثيرًا، فالحي كان قد اكتمل تكوينة منذ سنوات طويلة قبل هذه الصورة.
لكن ما تغير في هذه المنطقة، أن أمانة عمان قد اختارت الأرض الواسعة - الفارغة في الصورة -، التي ظلت تفصل حي المهاجرين عن حي رأس العين لإنشاء موقعها الجديد، فبنت المبنى الرئيسي لإدارتها ومركز الحسين الثقافي والحدائق ومواقف السيارات الموجودة حاليًا.
يشار أن النادي الأهلي كان، حتى ثمانينات القرن الماضي، يُشغل جزءًا من هذه الأرض الفارغة، وكان يوجد حتى السبعينات مدينة ملاهي، كانت مملوكة للنادي الأهلي.
سؤال يطرحه كثر: لماذا سُمي هذا الحي باسم حي المهاجرين، مع أنه تأسس قبل حرب عام 1948، وهجرة مئات آلاف الفلسطينيين إلى الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة ومصر؟
تقول الحكاية أن هذا الحي تأسس خلال عامي 1902 و1903، ويعتبر ثالث أقدم أحياء عمان بعد حيّ: محلة الشابسوغ ومحلة القبرطاي، وهذه الأحياء بالإضافة لحي المهاجرين أسسها المهاجرون الشراكسة بعد مجيئهم لعمان اعتبارًا من الربع الأخير من القرن التاسع عشر، وساهموا بإعادة إحياء مدينة عمان التي عانت من الإهمال.
تم إنشاء الحي من الفوج الثالث من المهاجرين الشركس، وتأسس على يد مهاجرين من قبيلة القبرطاي قدموا إلى عمان عام 1902، واستقروا بالقرب من ينابيع عمان "رأس العين"، لذلك سُميّ الحي بحي المهاجرين.