أحداث اليوم - أثارت تصريحات مسؤولين إسرائيليين عن تنامي القدرات العسكرية المصرية جدلاً واسعاً، خاصة بعد التأكيدات على أن امتلاك جيش قوي ومجهز هو ضرورة لأي دولة كبرى مثل مصر، لضمان حماية أمنها القومي والحفاظ على استقرارها.

في مطلع الشهر الماضي، تساءل السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، عن السبب الذي يجعل مصر تواصل تحديث جيشها وتنفق مئات الملايين من الدولارات سنويًا، رغم أنها لا تواجه أي تهديدات على حدودها، على حد قوله. وردًا على هذه التصريحات، أكد مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير أسامة عبد الخالق، أن الردع وتوازن القوى عنصران أساسيان لتحقيق الاستقرار والسلام، بما في ذلك في منطقة الشرق الأوسط.

وفي تصريح آخر، اعتبر رئيس الأركان الإسرائيلي المنتهية ولايته، هرتسي هاليفي، أن ما وصفه بـ "التهديد الأمني المصري" قد يتغير في أي وقت. ولفت إلى أن مصر تملك جيشًا كبيرًا يمتلك أسلحة وطائرات وغواصات متطورة، بالإضافة إلى سفن صاروخية ودبابات متطورة وقوات برية، وهو ما يُعد مصدر قلق لإسرائيل.

من جانبهم، أكد خبراء عسكريون أن العقيدة العسكرية المصرية دفاعية، وتتمتع بقدرة ردع قوية. اللواء أركان حرب محمد رفعت جاد، المتخصص في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، شدد على أهمية امتلاك مصر لجيش قوي قادر على حماية أمنها القومي. وأضاف أن مصر كانت أول من أرسى قواعد السلام في الشرق الأوسط، ولكنها تظل قادرة على الدفاع عن أمنها القومي ومصالحها الاستراتيجية.

على الصعيد الإسرائيلي، قال وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الاثنين، إن تل أبيب لن تسمح لمصر بـ "انتهاك اتفاقية السلام"، مشيرًا إلى أن مصر تظل أكبر وأقوى دولة عربية. وأضاف أن اتفاقية السلام مع مصر كانت "قرارًا تاريخيًا غير وجه التاريخ ولا يزال قائما حتى الآن".

وجاءت تصريحات كاتس ردًا على تقارير نشرتها وسائل إعلام إسرائيلية تزعم نقل تعزيزات عسكرية مصرية إلى سيناء، ما أثار مزيدًا من القلق. كما اتهم السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، يحيئيل لايتر، مصر بارتكاب "انتهاكات خطيرة" لاتفاق السلام، مع وعد بإثارة قضية تعزيزات الجيش المصري في سيناء.

وفي سياق التصريحات الإسرائيلية، قال قائد الفرقة العسكرية 80 في الجيش الإسرائيلي، إيتمار بن حاييم، إنه لا يوجد استعدادات لمواجهة هجوم مصري مفاجئ، وأن سيناريو مواجهة من هذا النوع غير مطروح في الوقت الحالي.

وفيما يتعلق بالقدرات العسكرية، تشير تصنيفات موقع "غلوبال فاير باور" لعام 2025 إلى أن الجيش المصري يحتل المرتبة الـ 19 بين أضخم 20 جيشًا في العالم، ويملك أكثر من ألف طائرة، نحو 3600 دبابة، وآلاف المدافع، بالإضافة إلى 150 وحدة بحرية. بينما تأتي إسرائيل في المرتبة الـ 15، مع أكثر من 600 طائرة، 1300 دبابة، وحوالي 60 وحدة بحرية.