أحداث اليوم - عمر هذه الصورة بحدود مئة عام، وهي لعمان، حينما كان الأهالي يسكنون حول السيل، ويظهر في الصورة المدرج الروماني، وخلفه جبلا الجوفة والأشرفية فارغين.
يشار أن عمان – حول السيل من رأس العين إلى عين غزال - ظلت لمدة أربعة عقود من دون سكان، بسبب تفشي وباء الملاريا فيها، لكن بمجيء أول فوج من قبائل الشركس إلى عمان عام 1876، وهي قبائل ذات حضارة زراعية عريقة، وتمتلك خبرات متراكمة في التعامل مع المناطق التي تنتشر فيه السيول والأنهار، وتعرف كيفية الحماية من الأمراض السارية والمستوطنة، بسبب التجمعات المائية.
نظف الشركس الأوائل سيل عمان، وسكنوا بالقرب منه، وأخذوا يزرعون البساتين والحقول، وبذلك بدأت عمان تنهض من جديد. لم تمضي سنوات طويلة حتى أخذ سكان جدد يأتون إلى المدينة الجديدة من الشام وفلسطين ولبنان والعراق والحجاز، ومع تأسيس الدولة الأردنية عام 1921، واختيار الأمير عبدالله الأول عمان عاصمه لإمارته، أخذت المدينة الصغيرة تتسع بشكل متسارع.
لكن؛ مع ازدياد عدد السكان، وضيق المساحة المتاحة للسكن حول السيل - وسط البلد -، كان لا بد من الصعود إلى جبال عمان السبعة، لذا بدأت في نهاية عشرينات القرن الماضي وبداية الثلاثينات تظهر على سفوح الجبال منازل حديثة البناء، ولا سيما في سفح جبل عمان، بخاصة بعد حارة القبرطاي باتجاه ما أصبح يعرف اليوم شارع الرينبو، وهكذا بدأت جبال عمان تكتسي بالمنازل.
عمان في الصورة قرية، أو مدينة صغيرة، عدد سكانها بالآلاف، وعمان اليوم مدينة ضخمة يسكنها بحدود 6 ملايين نسمة.